الدكتور محمد طيبي
بومدين لم يؤمن كثيرا بالحزب كـ ''قوة''
31-12-2011
فالمة : م.أم السعد
أما الدكتور محمد طيبي من جامعة وهران، فذكر بدوره لـ ''الخبر''،
أنه ركّز على تجربة الرئيس كونها تعبّر مبدئيا عن مشروع استراتيجي لتأسيس
دولة مستقلة، رغم أن العمر والوقت لم يسمحا له بإنضاج مشروعه، ومع ذلك،
يقول، يمكن الحكم عليه أو له، وبأن المشروع تأثّر بمرجعيات نظرية لمفهوم
الثورة التي كانت سائدة، إضافة إلى تأثره بالبنيات الذهنية للثوار
والمجاهدين، كون الثورة، حسب الدكتور، لا تصنعها الملائكة بل هي دائما محك
للأخلاق والمصالح والسلطة.
وأضاف المتحدث أن الرجل شيّد عمله في مخاض عسير، وتمكن من ترسيخ نموذج
استجاب لحد كبير للأخلاق الثورية، ''وهذا هو رصيده المتمثل في سموه كرجل
للوطنية الفعالة، والسياسي البراغماتي، متخلق بثقافة ''التربة'' والفضاء
المحلي، وهو ما جعله يكسب قلوب الجزائريين، ويهندس للتلاحم بين الإرادة
العامة والقيادة السياسية، لأنه كان ينتقد في عصره، ولكن لم يشكك في قدراته
أو صدقه''. وأشار محمد طيبي إلى أن الانتقادات، كانت تصب في إطار مشروع
الدولة والتقويم المستمر للفعل السياسي، لأن ''بومدين'' لم يهمه الحزب،
بقدر ما أهمته الدولة كـ ''سلطة جامعة''، ولم يؤمن كثيرا بالحزب كـ ''قوة''
كما حدث في الدول الاشتراكية، ولذلك اختار تسمية ''الجهاز'' للهيئة
الموكلة لشريف مساعدية حينها بدلا من ''الحزب''.