الدكتور محجوب بدة لـ''الخبر''
''ثلاث دول مرشحة للتحول إلى تصدير الغاز في غضون 2014 ''
05-01-2012
الجزائر: حفيظ صواليلي
توقع دكتور الاقتصاد، محجوب بدة، أن تتحول ثلاثة بلدان لاستغلال
وتصدير الغاز في منطقة غرب المتوسط، وهي إسرائيل ولبنان وقبرص التي تم
تسجيل فيها مؤشرات معتبرة لاحتياطيات الغاز، مشيرا إلى أن الاحتياطات
الإسرائيلية التي تفوق 5 آلاف مليار متر مكعب، يمكن أن تجعل من هذا البلد
منافسا للبلدان التقليدية في غضون 2014، خاصة بالنسبة للأسواق الأوروبية
والآسيوية.
وأوضح دكتور الاقتصاد في تصريح لـ''الخبر'' ''الأسواق
المتنافس عليها هي أوروبا وآسيا، وتعرف نسب نمو تتراوح ما بين 5 و8 بالمائة
سنويا، ولكن بالمقابل، سيعرف العرض زيادة معتبرة، مع مشاريع روسيا الضخمة
''ساوث ستـريم ونورث ستـريم'' التي ستوفر أكثـر من 120 مليار متر مكعب من
الغاز الروسي إلى أوروبا، يضاف إلى ذلك كميات كبيرة من الغاز الطبيعي
المميع القطري التي تصل قدرتها إلى 77 مليون طن. و لاحظ بدة ''السوق
الغازية تأخذ طابعا جهويا، ويتم التركيز على الأسواق الأوروبية والآسيوية
ومع بروز فاعلين جدد، منهم إسرائيل، فإن السنوات المقبلة ستشهد منافسة
حادة، حيث سيفوق العرض الطلب، وتميل الأسعار إلى التراجع، خاصة بعد أن أخذت
السوق الحرة ''سبوت'' حجما أكبر مع دخول قطر وروسيا فيها.
وعن إمكانية
تخلي إسرائيل عن الغاز المصري والقطري، لاحظ بدة ''إسرائيل تستفيد من
تسعيرة تفضيلية في عقود بيع الغاز المصري، حيث تتراوح ما بين 75 ,0 و90 ,0
دولار لمليون وحدة حرارية، وهو سعر جد متدن مقارنة بأسعار السوق الحرة
المقدرة ما بين 9, 3 و1 ,4 دولار لمليون وحدة حرارية، لذلك يرتقب أن تبقي
إسرائيل على إمداداتها من الغاز المصري، ولكن تستخدم إنتاجها الغازي الذي
يمكن أن يصبح عمليا بصورة كافية ما بين 2014 و2015 كورقة ضغط، مضيفا
''إسرائيل ستواجه مشاكل مع دول الجوار خاصة لبنان لأن حقل ''تامار'' يتداخل
مع المياه اللبنانية التي لم ترسم أبدا، ولكن يمكن لتل أبيب أن تشكل عامل
اضطراب في سوق الغاز على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهذا عامل يتعين
مراعاته، خاصة وأن توقعات البلدان المصدرة للغاز حاليا تمثل إلى توقع تراجع
أسعار الغاز مع الزيادة الكبيرة لاستغلال الغازات غير التقليدية،
فالولايات المتحدة حققت شبه اكتفاء ذاتي، ونفس الأمر بالنسبة لكندا، وتسعى
دول أوروبية للمضي قدما في نفس النهج، وروسيا تغرق سوق الغاز بفضل مشروعين
عملاقين ''ساوثـ ستريم ونورث ستريم''، يضاف إلى ذلك قطر التي تسوق الغاز
إلى إسبانيا وإيطاليا ودول جنوب أوروبا بأسعار متدنية، وتتمتع بقدرة
إنتاجية كبيرة.
وخلص بدة ''إذا صحت تقديرات الاحتياطيات الغازية
الإسرائيلية -ما بين 5 و10 آلاف مليار متر مكعب- فإن إشكالا سيطرح لأن هذه
الكمية تمثل أكثـر من احتياطيات الجزائر الغازية 4700- مليار متر مكعب.
وتعتبر
السوق الأوروبية حاليا مجالا للتنافس بين الدول الرئيسية، روسيا التي
تمتلك 23 بالمائة من الحصص مقابل 19 بالمائة للنرويج و10 بالمائة للجزائر،
و6 بالمائة لقطر، وبالتالي فمن مصلحة الجزائر أن تراعي مصالحها، وأن تأخذ
بعين الاعتبار التحديات الجديدة في سوق الغاز، خاصة وأنها تشكل 40 بالمائة
من عائداتنا.