الدبلوماسي الجزائري السابق في البحرين محمد السعيد لـ ''الخبر''
سقوط النظام البحريني سيكون مقدمة لسقوط الأنظمة الخليجية الأخرى
03-10-2011
الجزائر: عثمان لحياني
يؤكد الدبلوماسي الجزائري السابق في
البحرين محمد السعيد أن الحالة المتأزمة في البحرين ليست جديدة، وسبقتها
انتفاضات أكبرها عام 1994، لنفس أسباب الأزمة الحالية، والمطالبة بإصلاحات
سياسية تضمن للأغلبية الشيعية المشاركة في السلطة على نفس المستوى مع
الأقلية السنية التي تنتسب إليها العائلة الملكية منذ أكثر من قرنين، ووقف
عمليات التجنيس، حيث تقوم الحكومة البحرينية منذ 1920 بمنح التجنيس للعنصر
غير الشيعي بهدف تغيير تركيبة الكتلة الانتخابية.
ويشير محمد السعيد إلى
أن البحرين بعد استقلالها عام 1971 مرت بنظام برلماني قوي لمدة سنتين
1973/1975، إلى درجة أن النواب كان مسموحا لهم بالتنقل إلى داخل الثكنات
لمساءلة الجنود عن معاملة الضباط لهم، لكن دول الخليج ضغطت على الأسرة
الحاكمة لإلغاء النظام البرلماني الذي رأت فيه تهديدا لها، مشيرا إلى أنه
من الناحية الإستراتيجية فإن السعودية تعتبر البحرين خطها الأمامي وإذا سقط
النظام في البحرين فهذا سيكون مقدمة لسقوط الأنظمة الخليجية الوراثية.
ويقول
الدبلوماسي الجزائري ''صحيح أن أول اكتشاف نفطي في منطقة الخليج كان في
البحرين عام 1832، لكن مع ذلك تعد البحرين من الناحية الاقتصادية دولة
فقيرة لكنها محاطة بدول قوية، تمارس ضغوطها عليها في كل مرة، إضافة إلى
أن المطامع الإيرانية في البحرين مازالت قائمة، بأشكال مختلفة''، مشيرا إلى
''أن ذلك يعود إلى عام 1927 عندما طالبت إيران رسميا بضم البحرين إليها
واعتبارها جزءا من أراضيها، وهو ما دفع المنامة إلى الانضواء مباشرة تحت
النفوذ البريطاني، ثم السعودية بعد استقلالها عام 1971 لمواجهة الأطماع
الإيرانية.. السعودية هي التي موّلت الجسر الرابط بينها وبين البحرين بمبلغ
مليار دولار، كما أن الرياض تشارك في تمويل ميزانية البحرين السنوية بـ500
مليون دولار، وتنازلت عن حقها في أحد الآبار النفطية لصالح البحرين، إضافة
إلى أن البحرين تعد من الدول المتقدمة في مجال التعليم، والسعوديين
يتعلمون فيها''.
وعن توقعاته لمسار الأزمة في البحرين، يؤكد السفير
السابق أن الوضع وصل إلى مرحلة متقدمة من التأزم والتعقيد، لأن هناك قوة
كبيرة تناصر عن بعد الشيعة، فيما السعودية وأمريكا المرتبطتان باتفاقية
عسكرية مع البحرين، تناصران الأسرة المالكة، مشيرا إلى أن هناك خلافات بين
الأسرة الحاكمة، فرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سليمان آل خليفة ـ عم الملك
الحالي ـ موجود في الحكم منذ الاستقلال عام 1971، وهو معروف بقبضته
الحديدية، وهناك ولي العهد وهو شاب متعلم ومتطور ويريد أن يطلق الإصلاحات
لكن نفوذه محدود.
ويشير محمد السعيد إلى أن الأمر الذي أعطى للثورة
البحرينية هذا البعد الإعلامي أنها جاءت في خضم الثورات العربية، ويوضح
''وفي الظاهر هناك اتجاه للتهدئة من خلال إجراء انتخابات تكميلية لتعويض
نواب كتلة الوفاق الشيعية 18 الذين انسحبوا، وفي الواقع هناك تشديد للموقف
من خلال أحكام إعدام، والعودة إلى الوراء صعبة بعد سيلان الدماء واعتقال
المثقفين والأطباء، كما أن المطالبة بإصلاحات سياسية تحولت إلى إسقاط
النظام''، مشيرا إلى أن ''المخرج في إدخال إصلاحات سياسية والاستجابة
لمطالب الأغلبية الشيعية التي تريد تقاسم السلطة وحكومة تنبثق من البرلمان
البحريني ( 40 مقعدا)''.