لم تسعهم مقبرة السلام
الآلاف يشيّعون شهيد الحماية المدنية في البيّض
06-10-2011
البيّض: بشير العرابي
شيّع آلاف المواطنين، صبيحة أمس، بالبيّض، عون الحماية المدنية
بالكحل مصطفى، الذي جرفته السيول بعد أن تمكن من تخليص سيدتين من الموت،
إحداهن حامل، بحي المنظر الجميل في بداية فيضانات السبت الأسود.
كما كان
متوقعا حضر الآلاف من المواطنين لجنازة، من أصبح يسمى شهيد الحماية
المدنية بالبيّض، بعد موقف بطولي مازال المواطنون يتداولونه في أحاديثهم عن
مخلفات الكارثة، فلم يتشبت بالكحل مثل الكثيرين في تلك الظروف الصعبة
والدقيقة بالحياة، بقدر تشبثه بإنقاذ سيدتين بحي المنظر الجميل.
ولم
يقتصر الحضور على معارف مصطفى وأصدقائه من أعوان الحماية وممثلي المديرية
العامة وغالبية مدراء القطاع بالجهة الغربية والجنوبية، بل تعداه لآلاف
المواطنين من مختلف الأعمار، وعلى خلاف العادة فإن عددا كبيرا من النساء
حضرن هذه الجنازة التي أغمي فيها على الكثيرين، خاصة من عائلة المرحوم
وأصدقائه في الحماية المدنية، إلى درجة ضاقت فيها مقبرة السلام بالمشيعين،
واستحالت حركة المرور والتنقل بعد مراسيم رسمية، وصفوف من أعوان الحماية
تقدموا النعش المحمول فوق السيارة التي عادة ما كان يستقلها الشهيد مصطفى
لنجدة مواطني مدينته تحت نداء واحد ''لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله''.
أما على المستوى الرسمي فقد حضر قائد القطاع العسكري لولاية البيّض، وعدد
من الضـــــباط الذين تنقلوا من وهران في مهمة لها عـــلاقة بالكارثة.
كما
لم يتأخر والي ولاية تيارت، محمد بوسماحة، بوصفه من أقارب المرحوم، في حين
تخلّف والي ولاية البيّض وبقية السلطات لأسباب مجهولة، في حين علمنا، من
جهة رسمية، أن والي البيّض تنقل لعائلة الضحية في أعقاب الجنازة لتقديم
واجب العزاء.
هذا ولم يتمكن الكثير من المواطنين لتسجيل حضورهم، لأن
الإعلان عن الجنازة تم ليلة الأربعاء في ساعة متأخرة بعد العثور على جثة
المرحوم بالمخرج الشمالي للواد من طرف أصدقائه. هذا وقد حمل الكثير من
المشيعين ''الخبر'' رسالة للسلطات لتكريم اسم شهيد الحماية والسبت الأسود.