قال إن الوقاية من الكوارث ما تزال غائبة والسلطات لم تستوعب الدرس
نادي المخاطر يحذّر من تكرّر فيضانات البيّض في مدن أخرى
06-10-2011
الجزائر: نوار سوكو
حذر رئيس نادي المخاطر الكبرى من مغبة تكرار حدوث كوارث كبرى
نتيجة الفيضانات في ولايات أخرى، وقال إنه في حال إذا ما تكرر تساقط
الأمطار بالكميات الغزيرة التي سجلت بالبيّض، فإنه لا يستبعد حدوث فيضانات
بولايات تتوفر على وديان، مثل بشار، والجزائر، وتيزي وزو، وباتنة،
وبومرداس، والمسيلة، والأغواط، وغرداية.. لأن ثقافة الوقاية من هذه
الفيضانات ما تزال غائبة تماما بهذه المناطق.
وأوضح عبد الكريم شلغوم في
اتصال لـ''الخبر'' معه أمس، أنه من بين الأسباب التي كانت وراء الفيضان
الذي حول مدينة البيّض إلى منطقة منكوبة، هو المنطق العشوائي في البناء وفي
تهيئة المحيط، حيث لاحظ إطارات نادي المخاطر الكبرى بهذه المدينة، وجود
نمط عمراني عشوائي، فضلا عن تهيئة عشوائية للمحيط، بل وسجلوا وجود أحياء
صفيحية بكاملها بنيت على حواف الواد الذي يقطع المدينة في وسطها.
وقال
إن الأمطار الطوفانية التي تساقطت لساعات حولت الطرقات إلى وديان، لأن
البالوعات كانت غير مهيأة وغير منظفة لاستقبال هذه السيول الجارفة، والأمر
نفسه بالنسبة للوديان الموجودة بالولاية، حيث بدل من تنظيفها من الأعشاب
والحجارة، تحولت إلى مزابل، لدرجة أن قوة المياه جرفت الجسر المتواجد
بالمدينة، كونه لا يتوفر على المعايير المقاومة للمياه ولقوة الزلزال. وحذر
رئيس نادي المخاطر الكبرى من مغبة تكرار فيضانات مسببة لكوارث في ولايات
تتوفر على وديان، وقال ''إني لا أستبعد حدوث فيضانات أخرى بولايات مثل
الجزائر، وغرداية، وباتنة، والمسيلة، والأغواط، وتيزي وزو، وبومرداس،
وبشار،... إذا ما تساقطت فيها الأمطار بنفس كمية التساقط التي عرفتها مدينة
البيّض''.
وبنا رئيس نادي المخاطر توقعاته على عدة اعتبارات، من بينها
''أنه إلى غاية اليوم، لا توجد ثقافة خاصة بالوقاية من الكوارث بهذه
الولايات، سواء كانت فيضانات، أو زلازل أو كوارث صناعية، وثانيا كون أغلب
الولايات المذكورة تتواجد بها وديان تحتضن على حوافها أحياء آهلة بالسكان،
بالرغم من أن القانون يمنع ذلك منعا باتا، وثالثا إن الوديان تشتغل برتم
العودة إلى طابعها الأول، أي إلى قوة جريانها التي كانت عليه في البدء''.
وأشار
إلى أن الوديان تعود بنفس القوة وبنفس الحجم كل 50 سنة، وكل 30 سنة، وكل
10 سنوات، وكل 100 سنة، وقدم أمثلة عن الوديان التي ما تزال تشكل مصدر خطر
دائم على السكان، بينها واد الحراش، ووادي ميزاب، وواد بشار، وواد طاطاراق
ببومرداس، وواد قريش بالجزائر، إلى جانب وديان بكل من باتنة والمسيلة
والأغواط وبرج بوعريريج وغيرها، ودعا السلطات العمومية إلى تحمل مسؤوليتها
إزاء هذه المخاطر بانتهاج سياسة للوقاية من المخاطر، ولاسيما أن الشتاء على
الأبواب.