كلنا
نسمع بحزب فرنسا او اولاد فرنسا و كلنا يظن ان الذين يطلق عليهم هذا الاسم
هم ناس مختفون لا نعرفهم او انهم حزب سري مغلق في الجزائر ....يوجه
الجزائرين لحساب فرنسا لا يعرفهم منا احد
و الواقع يبين ان حزب فرنسا او اولاد فرنسا هم و بكل بساطة الموالون لفرنسا او بعبارة ادق العاشقين لفرنسا
ان كل من يعشق فرنسا اكثر من الجزائر و من كل الدول الاخرى هو من من حزب فرنسا
يبدو
الامر غريبا من دولة كالجزائر استعبدها الفرنسيون اكثر من قرن و دفعت
بمليون و نصف مليون شهيد للتخلص من فرنسا و انه من المستحيل ان يوجد جزائري
لم يهن او لم تدس كرامة ابيه او جده او جد ابيه من طرف الفرنسيين...لكن
الواقع يثبت العكس
فحزب
فرنسا ليسوا اشخاصا يحسبون على الاصابع بل هم شريحة كبيرة من الجزائريين
ظهرت بعد الاستقلال و بالضبط مع الثمانينات الى يومنا هذا...و للاسف هي
نخبة كل القطاعات الحساسة في الجزائر من الجيش الى التعليم الى الصحة الى
الجامعة الى الادارة منذ الثمانينات كما قلت الى يومنا هذا
فحزب
فرنسا هذا ليس تجمعا او تكتلا عضويا بقدر ماهو فكرة منتشرة في جسد الجزائر
ترمي بظلالها على سلوكات الجزائريين(كقضية حذف المقطع الذي مس فرنسا من
النشيد الوطني او قضية الثانوين الذين استبدلو العلم الجزائري بالعلم
الفرنسي و كقضية اللغة العربية و غيرها من القضايا اللامفهومة حقا في
الجزائر) فالحزب هو فكرة متداولة كما قلت
فكرة اختزال التقدم و العلم و الحضارة في فرنسا وحدها
فكرة ان الفرنسي هو السيد الوحيد للجزائريين و ان بدونه الجزائرييون يموتون و لا يستطيعون الحياة
فكرة انه بعد ذهاب الفرنسيين لا شيئ يستحق منا الوفاء او الاخلاص او المحافضة على الجزائر
فكرة
مقاومة فرنسا و محاربتها هو الذي عاد علينا بالوبال و ان فكرة اللامقاومة
هي الحل و لا تعجب ان وجدت الكثيرين من اولاد فرنسا مثلا اليوم يكرهون حماس
الفلسطينية و يتهمونها بالمكيدة و انها هي من جرت الوبال على الفلسطينيين
فكرة: قالت فرنسا فاسمعوا و طبقوا فالخير كله فيما تفعل فرنسا
فكرة من يحب فرنسا هو الذكي المحنك و من يكرهها هو العدو المتامر على الجزائر
طبعا
هذه الافكار ليست رسمية و ليست علنا لكنها متداولة يوميا في الجزائر من
طرف اولاد فرنسا ...و هم براعم الفرنسيين الذين تركوهم وراءهم و الذين لا
يزالون يتذكرون الفرنسي على انه السيد المستعبد العادل الذي كان يحسن اليهم
و الذي درسهم في المدرسة او دربهم في الثكنة او كان رئيس قسمهم في الادارة
و هكذا هاته البراعم قبيل و بعد الاستقلال سرعان ما اصبحت اطارات
الثمانينات ثم مرجعية التسعينات التي تعين و تعزل و توجه كل صغيرة و كبيرة
في الجزائر
و لا تخلو
اليوم ادارة او مدرسة او ثكنة او شركة من اولاد فرنسا او اولاد اولاد
فرنسا الذين ورثوا الفكرة و لو بحدة اقل و بولاء اقل من سابقيهم و الذين تم
تعينهم على اساس الفكرة او لانهم اتقنوا السيستام و عرفوا كيف يتحرك
فحزب فرنسا قد يكون اخوك او ابوك او زميلك او
رئيسك و انت لا تدري وقد تكون انت اذا اوصلوا لك الفكرة و ابتلعتها و
اعتبرت فرنسا اما حنونا يجب ان لا تنسى فظائلها