حدث
سفيان بن عيينة قال: دعانا الرشيد فدخلنا عليه ودخل الفضيل آخرنا مقنعا
رأسه بردائه، فقال لي: يا سفيان! أيهم أمير المؤمنين؟ فقلت: هذا وأومأت إلى
الرشيد، فقال له: أنت يا حسن الوجه أمر هذه الأمة في يدك وعنقك؟ لقد تقلدت
أمرا عظيما فبكى الرشيد! ثم أتى لكل رجل منا ببدرة فكلٌ قبلها إلا الفضيل.
فقال له الرشيد: يا أبا علي! إن لم تستحلها فأعطها ذا دين، أو اكس بها
عريانا، فاستعفاه منها، فلما خرجنا قلت له: يا أبا علي! أخطأت، ألا أخذتها
وصرفتها في أبواب البر، فأخذ بلحيتي ثم قال: يا أبا محمد! أنت فقيه البلد
والمنظور إليه وتغلط مثل هذا الغلط؟ لو طابت لأولئك لطابت لي.