بلغنا
أن هذه المهزلة قد وصلت إلى والي عنابة محمد الغازي الذي طالبه بعض أنصار
الخضر بفتح تحقيق والتعجيل بمحاسبة المتسببين فيها واظهارهم للرأي العام،
وحسب مصادر مقربة من الولاية فإن السيد الوالي كان سخطه شديدا على ما وصفه
بتدني المستوى، ووعد بالضرب بيد من حديد أمام كل من
سولت له نفسه الانسياق وراء الطمع، وقد تم فتح تحقيق في هذا الشأن للإطاحة
بشبكة تهريب التذاكر وقد باشرت مديرية الأمن لولاية عنابة مهمتها ووعدت
الوالي بكشف كل شيء.

في
انتظار استكمال التحقيق والاطاحة برؤوس الشبكة التي خططت لهذه العملية،
فإن مصادر كشفت للشروق بأن هؤلاء سيتحملون مسؤولية كل ما حدث بحظيرة الملعب
والتي أسفرت - حسب المدير العام للحماية المدنية - عن67 جريحا، منهم
شرطيان واستدعى الأمر نقل11 منهم للمستشفى، لكنهم جميعا في حالة لا تدعو للقلق واتفقوا هؤلاء جميعا على رفع دعوى قضائية ضد من أوصلهم للتعرض لاصابات متفاوتة.

وما
زاد من عمق شكوك أغلب الأنصار الذين تحدثنا إليهم هو أن ادارة الملعب لم
تف بوعدها بفتح كل الشبابيك، حيث اقتصر الأمر في البداية على فتح ثلاثة
شبابيك فقط، ثم أضيف لهم شباكان، وهو ما زاد من حدة الفوضى في حظيرة
الملعب، ثم فاجأت إدارة الملعب الجميع بإعلان انتهاء عملية البيع، وهو ما
ولد انطباعا لدى الجميع أن التذاكر تم بيعها في الكواليس، لأنه لو احترمت
إدارة الملعب ما التزمت به ببيع 3 تذاكر فقط لكل مناصر، فإن العملية كانت
ستأخذ وقتا أطول، أما إذا انطلقت بعد التاسعة وتنتهي قبل الثالثة عصرا مع
التذكير أن العملية كانت تسير ببطء شديد وتوقف كل ربع ساعة، لكن أن تنفد 45 ألف تذكرة في 5 ساعات على الأكثر، فهذا أمر يدعو للتساؤل والحيرة وحتى التعجب.

توقع
بعض الأنصار أن الوصول الباكر للملعب سيمكنهم من الحصول على التذاكر
بسهولة، لكن الحقيقة التي اصطدموا بها هي أن المهمة كانت عسيرة جدا، وأن
الوصول إلى شباك البيع لاقتناء التذكرة ظل حلما فقط، بعد أن غرقت الأغلبية
في الأمواج البشرية العاتية، لدرجة أن هناك من تنقل
إلى الملعب في حدود الرابعة صباحا وغادره في الرابعة عصرا دون أن يتمكن من
شراء التذكرة التي ستمكنه من التواجد في المدرجات يوم الأحد القادم.

تواجد
التذاكر للبيع في الشارع كان يمكن اعتباره عاديا، لكن أن تجد "بزناسة"
يحملون دفاتر كاملة للتذاكر وأكثر من ذلك عرضها للبيع بسعر 1000دج فقط فهذا
الأمر يعد صفعة في وجه مدير المركب حمدي لعشيشي الذي صرح للشروق في وقت
سابق بأنه يلتزم بأن يحصل كل مناصر على3 تذاكر فقط، فكيف حصل هؤلاء على هذه
الدفاتر وكيف يبيعونها أمام الملأ دون رقيب أو حسيب. واستفهامات أخرى
تنتظر الإجابة الشافية من الأطراف المعنية التي تأكد بأنه في وقت كان فيه
أنصار الخضر يتصارعون فيما بينهم، كان أنصار المصالح يعتبرون الأمر أشبه
بكعكة الحلوى التي لا بد أن يكون لكل واحد منهم فيها نصيب..

الانتهازيون
تحركوا بقوة في عنابة أول أمس، والسبب عملية طرح التذاكر، لأنه بعملية
حسابية بسيطة فإن 100 تذكرة فقط ثمنها نقدا 2 مليون وعند بيعها في السوق
السوداء، وثمن الواحدة 1000دج فإن صاحبها سيحصل على 10 ملايين، وبربح صافيا
قدره 8 ملايين، لكن هؤلاء لا يكتفون بمائة تذكرة ولا
حتى ببيعها بـ1000دج، ويحلمون بأرباح أكبر، مستغلين في ذلك اندفاع عشاق
الكرة ورفعهم شعار "المهم أن أضمن تواجدي في الملعب".