في غياب البرامج وسيطرة الوعود
الإشاعة والقذف والضرب تحت الحزام وقود التنافس بين المترشحين
03-05-2012
بسكرة: ل. فكرون
إذا كان ظاهر الحملة الانتخابية في جميع ولايات الوطن تجمّعات
شعبية يديرها رؤساء الأحزاب وتعليقا عشوائيا للصور والملصقات، فإن في
الكواليس حملة خفية عادة ما تكون الإشاعة وعبارات القدح والسب هي السلاح
المستعمل للتقليل من شأن المنافس وخفض أسهمه في بورصة التشريعيات.
المتتبع
لكواليس الحملة الانتخابية التي تدار هذه المرة بأنظار مشدودة إلى ما
تطرحه شبكات التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت، يقف على حالات التصادم عن بعد
بين الأقوياء في كل دائرة انتخابية، حيث تفيد المعلومات المتناقلة عبر
جميع مناطق الوطن أن غالبية المرشحين وأحزابهم، سواء تلك التي توصف
بالكبيرة أو الصغيرة، افتقدوا للبرامج التي يمكن أن تجلب المواطن البسيط
الذي يتطلع لحل مشاكله اليومية، بعيدا عن الوعود الكاذبة والمهاترات.
هذا
المعطى شجع على خلق حرب من نوع خاص، وقودها الإشاعات والأخبار الكاذبة،
حيث يستفيق الشارع على أخبار تفيد أن المرشح الفلاني رشق بالطماطم والبيض
ولم يسمح له بتنظيم تجمّعه، أو لم يحضر له سوى نفر قليل من أنصاره. ويتغنى
آخرون بالمبادئ ويمقتون بيع الذمم ويؤكدون أن متصدر قائمة أحد الأحزاب يوزع
السميد والزيت لكسب أصوات الغلابة ويمنح مبالغ مالية مقابل القسم على
المصحف.
وفي هجوم معاكس يقول أنصار أحد المرشحين إن خصمهم الذي ينافسهم
في منطقتهم مشكوك في ماضيه الثوري، ويصل القذف إلى النيل من أخلاق المترشح
ودون شك لن تسلم عائلته من وابل الشتائم، ويبلغ به في بعض الأحيان إلى
الضرب تحت الحزام، حيث تروج إشاعات بأن فلانا شاذ جنسيا و... وتتنوع
الأخبار حسب مصدرها، وإذا ما تناهى إلى المسامع بأن ذاك المتصدر المعروف
بأنه من أغنياء المدينة يقوم بتوزيع الأموال لحشد الأنصار من أجل كسب
أصواتهم، فيقولون عنه إن أمواله ''مصدرها الحرام ولم يعرق عليها''، أو أنه
بصدد تبييضها، وآخر قيل عن أمواله بأنه جمعها من الملاهي والحانات والرشوة.
ولم يتوقف مروّجو الإشاعة عند هذا الحد، بل تمادوا حتى في المعتقدات، حيث
روّجوا أن المرشح الفلاني لا يدين بالإسلام رغم أن الواقع عكس ذلك.
وبمجرد
تعليق صور المترشحين تستفحل التعاليق بالإساءة إلى ماضي كل مرشح، وذلك
بالحديث عن الأعمال التي قام بها في سنوات سابقة، رغم أن الظاهر يشير إلى
أنه حامل شهادات عليا، حيث يؤكد لك أنه كان ''قهواجي'' أو كان ''شطّاح'' أو
''يضرب الطبل والزرنة'' في فرقة موسيقية. وهكذا فإن هذه الأخبار لن تتوقف
إلا بعد الانتخابات. والمهم أن المتابع للمشهد سيجد ما يضحكه إن كان الشيء
المتداول مجرد إشاعة، وسيصاب بالحزن إن كانت الأخبار المتداولة حقيقية عن
ذاك المترشح الذي يسعى للذهاب للبرلمان من أجل أن يقوم بمهمة التشريع لهذه
الأمة.