السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم وَ مساؤكم ..سعادة عامرة أحبّتي ،’
يؤسفني حال آدم الذي مَحى معنى الابتسامة
وحِسّ الفُكاهة منْ معالم وجهه .. فـ يضحك غصباً
كما لو كان احدهم راسم البسمة على شِفاته كُرهاً ..!!
يجلس مع من حوله مُكتئب وحزين .. والطَيرُ فوق رأسه
عَش عش سُخريةً لحال هذا الانسان الذي بالغ في نظرته
للحياة وجعل الحُزن يستوطن ذاته لـ يعكس سلوكاً سيئاً
يقترفه مع من حوله ..
يُصافح عائلته بـ عَبسٍ ويتصنّع الضحكة وقد نسيَ انّ خير
البشر كان يضحك ويُلاطف اهله واصدقاؤه وهو سيّد هذه
الامة وصاحب الرسالة ..
عُـــذراً .. يامن تتحـجج بمشاغلك ولهو دُنياك عنّ من حولك
بـ إبتسامة مُشرقة وضحكة طاهرة .. فلا عُذر لك وربّ العالمين
سوى عُذرٍ اقبح من ذنب .. فساعة صفاء من وحي مزاجك
قد تجعلك باعثْ أُنسٍ بـ روح الغير .. ورسَم بسمةٍ على شِفاه
عائلتك قد توّرثُكَ دعوةً من قلوبهم الطيّبة لـ تجعل التوفيق
حليفك وَ الرآحة دخيل خيرٍ عليك ..
ولـ نؤمن بالضِحك الحقيقي وليس ضِحك السُفهاء العابثينْ
اللذين لا يُظهرون مبدأ الاحترام لتلك المواقف التي يجبْ انّ
نُخفي الضِحك بها ليسَ لشئ .. ولكن لكُلّ مقامٍ مقآل يا آدم ..!!
وتذكّر عزيزي آدم .. الاّ نجعل نمط الحياة يرسو على الجدّية دائماً
فـ مزيجٌ من الضِحك مع الجدّية قد يكون مفتاحاً لنا نفتح به قلوبْ
من حولنا فـ لا نأخذ الامور بـ جدّية ولا نُفرط كي لا نتحمّد العواقب
التي تُنتجه عملية الافرآط دون ظبط المعيار ..
ويحضرني الان حديث لخير البشر عليه الصلاة والسلام ..
رواه أحمد في المسند بسند صحيح، والبيهقي: أن الرسول عليه الصلاة
والسلام، ركب حماراً له يدعى يعفور، رسنُه من ليف، ثم قال: ((اركب يا
معاذ))، فقلت : سر يا رسول الله، فقال: ((اركب، فردفته)).قال معاذ: فردفته،
فصرع الحمار بنا.قال معاذ: فقام النبي يضحك، وقمت أذكر من نفسي
أسفاً. فعل ذلك الثانية، والثالثة، فركب، وسار بنا الحمار، فأخلف يده،
فضرب ظهري بسوط معه أو عصا ثم قال: ((يا معاذ، هل تدري ما حق
الله على العباد؟)) فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على
العباد؛ أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال: ثم سار ما شاء الله، ثم
أخلف يده، فضرب ظهري، فقال: ((يا معاذ، يا ابن أم معاذ، هل تدري
ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟)) قلت: الله ورسوله أعلم،
قال: ((فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؛ أن يدخلهم الجنة)) ..
فـ خير من أُرسل كان يضحك ويُلاطف ويبتسم ويدعو الى الاسلام
ويُعلّم وينصح ويعِظ ... فلا تقنط من رحمة الله عزيزي آدم واضحك
وابتسم سَيراً على خُطى الحبيب ..
،’
أسأل المولى عزّ وجلّ انّ يجعل ايامنا وليالينا
صفاء ونقاء وضِحك وإبتسامة .. وانّ نرسم البسمة
على شِفاه كل حزين مُكتئب ونكون خير سرور
يُزرع بـ ذاتْ اهلنا واصدقائنا ..
،، آميـــنْ ،،