بعد أن أصبح السلاح سيد الموقف في الشارع
عبد الجليل يحذر من حرب أهلية في ليبيا
05-01-2012
الجزائر: عبد القادر حريشان/الوكالات
واشنطن تعبر عن قلقها بسبب الوضع الأمني المتردي
حذر رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، من تكرار
الاشتباكات بين المليشيات، قائلا: ''أنا أحذر الليبيين من حرب أهلية''، على
خلفية الاشتباكات المسلحة التي تشهدها ليبيا بين الفصائل، والتي كانت
آخرها ما شهدته العاصمة طرابلس وسقط خلالها 5 مسلحين.
وجه عبد الجليل انتقادا صريحا للحكومة لعجزها عن التحكم في الوضع، حيث قال إن الحكومة ''تحوم حول القصر ولا تستطيع الدخول إليه''.
وقال
عبد الجليل، في تجمع بمدينة بنغازي في شرق البلاد، في وقت متأخر أول أمس،
إن هناك خيارين كلاهما مر. وأوضح أن الخيارين هما ''إما التعامل مع تلك
الاشتباكات بحزم ووضع الليبيين في مواجهة مسلحة، وهو أمر غير مقبول، وإما
الانقسام فتقوم حرب أهلية''. وتابع أنه ''في حالة عدم توفر الأمن، فإنه لن
يسود القانون ولن تحدث تنمية ولن تجرى انتخابات''. وأضاف أن ''الناس يأخذون
حقوقهم بأيديهم''.
وقد نشبت اشتباكات عندما اقتحم مسلحون مستشفى في
منطقة الزاوية لإخراج طبيب يعمل به، حسب عبد الجليل، بينما قالت مصادر
إعلامية متفرقة إن الاشتباكات وقعت حين توجهت قوى الجيش إلى مبنى
الاستخبارات في طرابلس، وطلبت من مجموعة من الثوار من مصراتة مغادرة
المكان، فوقعت اشتباكات خلفت 4 قتلى وإصابة 14 آخرين بجروح، ناهيك عن
الاشتباكات المتقطعة التي تقع من حين لآخر بين الفصائل في مدن مختلفة من
التراب الليبي، في غياب جيش نظامي متماسك ومصالح شرطة قائمة. ومايزال عدد
كبير من المسلحين قابعين في العاصمة طرابلس ينتظرون إدماجهم في الجيش أو في
مناصب حكومية مختلفة. وقد شهدت طرابلس، منذ شهر، احتجاجات مطالبة برحيل
المليشيات من المدينة، وترفض الكتائب الرحيل عن العاصمة، لأنها تعتبر
وجودها ورقة ضغط للحصول على مناصب سياسية.
في هذا الشأن، قالت المتحدثة
باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، ''منذ مدة طويلة، ندعم خطط
السلطات المركزية في طرابلس لإرساء قوة مركزية.. ومن البداية، قلنا إنه إذا
ما كانت هناك مطالب محددة تأتي من الحكومة الليبية للولايات المتحدة وحلف
الأطلسي... فإننا على استعداد لدعمهم''. وعبرت عن ''قلق'' واشنطن من
الأحداث الدامية التي وقعت أول أمس بطرابلس.
في المقابل، بادر رئيس
المجلس الانتقالي، بعد مشاورات شاقة وطويلة، بتعيين يوسف المنقوش على رأس
قيادة الأركان للجيش الليبي. والمنقوش هو عقيد سابق في الجيش الليبي، من
مصراتة، وشقيق محمد المنقوش، رئيس وزراء سابق في عهد القذافي.
وكانت
قوات القذافي قد ألقت القبض على المنقوش في مدينة البريقة بعد التحاقه
بالثوار، ثم أفرج عنه بعد سقوط طرابلس. ورقي المنقوش إلى رتبة لواء بمناسبة
تعيينه على رأس الجيش. ويري المتتبعون للشأن الليبي أن تعيين المنقوش، وهو
من مواليد مصراتة، على رأس هيئة الأركان وتعيين أسامة الجويلي، من
الزنتان، على رأس وزارة الدفاع، أملته ضرورة خلق توازنات بين المناطق
الأكثـر تسليحا في ليبيا، كون هاتين المنطقتين تمتلكان قدرات قتالية كبيرة
وساهمتا في قلب موازين القوى في الحرب على نظام القذافي. ويشار إلى أن عبد
الجليل ينحدر من مدينة البيضاء، شرقي ليبيا، وأعضاء المجلس الانتقالي، في
الأغلبية، من بنغازي.