المرزوقي يعلن عن زيارة إلى الجزائر ويدعوها لمساعدة تونس


''التصدي للإسلاميين في الجزائر أغرق البلاد في دوامة العنف''















05-01-2012




الجزائر: عثمان لحياني الوكالات


































دعا الرئيس التونسي الدول العربية والغربية إلى عدم اعتراض وصول
الإسلاميين إلى الحكم. وأشار إلى التجربة الأليمة للجزائر. وقال إن وقف
المسار الانتخابي أدى بالجزائر إلى حمام من الدم. وأعلن عن زيارة قريبة إلى
الجزائر التي يدعوها لمساعدة تونس في هذه المرحلة الحرجة.
وأعلن الرئيس
التونسي، منصف المرزوقي، عن زيارة قريبة سيقوم بها إلى الجزائر، ضمن جولة
تشمل أيضا المغرب وموريتانيا، لم يحدد تاريخها. وقال المرزوقي، الذي يزور
العاصمة الليبية طرابلس، إنه سوف يبحث، أثناء زياراته المقبلة إلى كل من
الجزائر والمغرب وموريتانيا، ''آلية تفعيل اتحاد المغرب العربي''. وأضاف:
''إنني واثق بأنني سوف أجد لدى القادة المغاربة تفهما وحرصا مماثلا على
تفعيل هذا العمل''. وأكد أن ''الاتحاد المغاربي ماكينة معطلة ويجب أن
تفعّل''.
وشدد الرئيس التونسي، الذي انتخب من قبل المجلس التأسيسي قبل
أسبوعين، على أن مشكلة ''الصحراء الغربية، التي مثلت العائق الأكبر أمام
انطلاق الاتحاد المغاربي، يجب تجاوزها ووضعها جانبا في المرحلة المقبلة''.
وكان
الرئيس التونسي قد دعا، قبل أيام، في مقابلة تلفزيونية، الحكومة الجزائرية
لمساعدة تونس في هذه الفترة الحرجة من تاريخها. وقال: ''إخواننا في
الجزائر بمقدورهم مساعدتنا عن طريقة تشجيع السياحة إلى تونس، وكذا عن طريق
تنمية المناطق الحدودية بين البلدين''. وعبر الرئيس المرزوقي عن أمله: ''لو
تستجيب الحكومة الجزائرية وتساعدنا في تنمية المناطق الحدودية، سيكون لذلك
أثـر إيجابي كبير على سكان هذه المناطق من التونسيين''.
وفي سياق آخر،
دعا المرزوقي، خلال زيارته إلى ليبيا، الأنظمة العربية والغربية إلى تقبل
حكم الإسلاميين في الدول العربية. وقال في ندوة صحفية مشتركة عقدها خلال
زيارة أداها إلى العاصمة الليبية طرابلس: ''يجب تقبل حكم الأحزاب الإسلامية
وعدم التفكير في منعها والتصدي لها كما حدث في الجزائر في التسعينيات، ما
أغرق البلاد في دوامة من العنف''. وحمل المرزوقي السلطة الحاكمة في الجزائر
في التسعينات مسؤولية الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر. واعتبر أنه كان
يتعين على السلطة ترك الفرصة للجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحلة) بعد
انتخابات .1991 وقال: ''لو أن الجزائريين تركوا المجال للإسلاميين للوصول
إلى السلطة، لما سالت تلك الدماء الغزيرة ولما أزهقت تلك الأرواح''. وأضاف
المرزوقي، المتحالف مع حركة النهضة الإسلامية في تونس، أن ''برامج الأحزاب
الإسلامية التي فازت في الانتخابات في كل من المغرب وتونس ومصر لم تستنكر
ما تحصلت عليه شعوب الربيع العربي من مكتسبات وحريات، خاصة في ما يتعلق
بحرية المرأة ودورها الفاعل في المجتمع''.
وتأتي تصريحات المرزوقي على
نقيض تصريحات أدلى بها حليفه رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، الذي حمل
الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحلة) مسؤولية الأزمة بسبب تهورها السياسي،
وعدم قياسها الصحيح للمعطيات السياسية التي كانت تستحكم في الساحة
الجزائرية.