AdminAdmin
عدد المساهمات : 5538
نقاط : 36646
الموقع : www.algmax.own0.com
| موضوع: روسيكادا :: رحلة الي المدينة السكيكدية والاستضافة عند فاتن الأحد مارس 27, 2011 6:45 pm | |
| الموقع الجغرافي : تتربع سكيكدة شرق الشريط الساحلي الجزائري علي امتداد 130 كلم تقريبا وهي محصورة بين البحر الأبيض المتوسط ولاية عنابة ، قسنطينة ، قالمة وجيجل ،تقدر مساحتها بـ 4137.68 كلم2 . وتمتاز بشطآن روعة في الجمال .انبثقت ولاية سكيكدة عن التقسيم الإداري لسنة 1974 و هي متكونةمن 13 دائرة و 38 بلديةو تعتبر نقطة التدفق لكل المبادلات التجارية القادمة من المدن المجاورة و كذلك هي محور تجاري بين الجوانبالأربعة " الشرق ، الغرب ،الشمال و الجنوب " و هي أيضا مركز اتصال بين داخل المنطقة و البحر و مدينة سكيكدة شرقا، و هذا عبر مختلف فترات الاحتلال التي تزامنت عليها ، بفضل مينائها ( كثيرا ما يخلط اسمه باسم ميناء ستورا)الذي يتميز بخصوصية وجوده في المركز الروماني سينوس نوميديكوس (Sinus Numidicus)في خليج نوميديا وهو واحد من الخلجان الأكثر أهمية في شمال افريقيا، بين رأس بوقروني في الغربورأس الحديد في الشرق.وقد أنشئت المدينة (الرومانية والاستعمارية) على موقع نهر زرامنة وهي محصورة بين تلال بويعليسبع بيار في الغرب وتلال سكيكدة الموادر، المسماة بوعباز في الشرق.تعددت الأحياء و المدن الجديدة على السهول الطميية للصفصاف (زرمانة) نحو الجنوب. أصل سكان سكيكدة : هنالك نقص في الوثائق القديمة الخاصة بأصل سكان مدينة سكيكدة ،فلا يوجد إلا تقارير البحوث التي قام بها شارل فرود( (Charles Freud لفائدة الجيشالاستعماري الفرنسي، المنشورة في المجلة الإفريقية " Revue africaine " في عددها 110 لسنة 1875 والتي رجحها لصالح تطوير الحالة العسكرية والتوسع الاستعماري ، وهذا لا يبدو غريبا لأن فرود كان ينتميالى موليات العشرية الأولى من الغزو الاستعماري في الجزائر. وكان مكلفا بجمع أكبر كم ممكن من المعلوماتوالأخبار حول البلد والسكان الجزائريين حتى يسمح للمستعمر باختيار عدة استراتيجيات من أجل الاستقراروالاحتلال . فتقاريره كانت ذات بعد عسكري توسعي لا يمكن اعتبارها كمرجع تاريخي. أحسن تعريفمن أجل وصف هذه العلاقات هو الحديث عن نوع من المراجع المفصلة لقبائل هذه المنطقة، وكذلك تلك المنحصرة بين بحيرة فزازة في الشرق و واد زهور في الغرب ، البحر المتوسط في الشمال وواد سمندو في الجنوبحيث سكنها ليس اقل من 22 قبيلة ( أو دوار) و هيرجاتا – بني مهنا – ولا د عطية التوميات – عولما – ماسلا – بني ولبان – ولد الحاج – بني الساحق لواد ساهل– زرامنة – بني بونايم – سفيسفا – مجاجدا بني صالح – زردازة – بني الساحق القوفي – بني فرقان_ مساليا _ تعادبنة _ وشاويا ريفية - عشاش – ولا د احميدش _ ولد معزوز– ولد عطية لجبال القل بني توفو . هذه القائمة بالطبع يمكن أن تكون غير دقيقة سهوا أو عن غير معرفة لا سيما بسبب خلافات نزع الملكية لتفكيك المنظمات العشائرية و إعادة التركيب الاجتماعي للسكان الأصليين و كذلك ترحيل و ابادة عدد كبير من القبائل و المجموعات طيلة مراحل الاحتلال التي عرفتها سكيكدة . من جانب آخر ، و بالنظر إلي مراجع أخرى سكيكدة بصفتها منطقة الشمال القسنطيني تنتميللطرف الأقصى الذي يسمونه الجغرافيون مثل " فدال دولابلاش "« Vidal de la blache» دسبوا « Dispois » رينال « Raynal »بالقبائل الشرقية « Kabylie orientale" حتى أن الأجداد المؤسسون لعرش بني مهنا يؤكدون أن مهنا يرجعلقبيلة آيت ملول للقبائل الكبرى . عرش بني مهنا كان قبل الاحتلال الفرنسي من اتحادية عشيرية تضمدوائر بني مهنا ، دوائر كركيرا ، ولد كزار والحجاجميا مسلاويا، ولد النوار بني يشير ، بني بونايم القوفيو بني بونايم السفيسفا ، زرامنا مجاجد و تعابنة . المعلومات المتعلقة بالنمط الحياتي لسكان المنطقة تقولأن هؤلاء كانوا في جزئهم الكبير جبليون و يعشون من الفلاحة ، زراعة الأشجار ( أشجار الزيتون ، الكروم ..)و زراعة الحبوب ( القمح و الشعير ) و تربية بعض الحيوانات . و فيما بعد تطورت الزراعة و أصبحت تشملالحقول الكبرى مثل الصفصاف و الزرامنة كما تطورت البنايات من قبيلية إلي حضارية ما جعل النظام العشيرييختفي و تظهر محله حياة حضارية متطورة . تناوبت مختلف الحضارات علي ربوع سكيكدة و شربت من ماء شطآنها علي امتداد العصور الفارطة، فلم تعرف شعوب ما تطورا و توسعا إلا سددت هذه المنطقة ضمن أهدافهاو جعلت من ساحلها احد أهم مرافيء تبادلاتها التجارية لتبني مجد حضورها وخلودها و كأن سكيكدة هي الحضارةو الحضارة هي سكيكدة . و هكذا كانت هده المدينة المرحاب تأخذ في كل مرة شكل و نمط الحضارة التي تنموبها، و تعكس أرجاؤها و أبنيتها مدى التحضر و الازدهار الذي وصلت إليه تلك الشعوب . من هنا اكتسبتسكيكدة تاريخا غنيا و ميراثا متنوعا و أصبحت شاهدا حيا و أمينا علي سنون و حقبات تاريخية مفعمةبالإبداعات و الانتصارات، و ما المسرح الروماني مثلا ،إلا برهان على عبقرية الرمان في الهندسة المعماريةو دليل علي التوسع و الرخاء الذي كان يعيشه هؤلاء... ، و أمثلة التاريخ في ذلك كثيرة و متنوعة.و في حقيقة الأمر كل حدث وقع في الأزمنة الفارطة هو بصمة أبدية علي جبين سكيكدة و كل بصمة هي خطوة هامة وكبيرة من تاريخها ... فهي مهد الحضارات ونتاجها أيضا . لاكتشاف و التعرف علي أصولسكيكدة ندعوك للسفر معنا_ دون جواز سفر _ في اعماق التاريخ عبر ابعد العهود، و مختلف العصور لنتخطىحدود المكان و نتجاوز أبعاد الزمان فنختصر ما كان من الفترة القديمة ( التواجد الفنيقي ، البربري،الرومانيالوندالي البزنطي و الإسلامي) إلي الفترة الحديثة و المعاصرة . ( الاحتلال الفرنسي ) و نتوقف عند كل مرحلةمن هذه المراحل التي تركت بصماتها شاهدا علي عظمة الحياة القديمة المتلاشية في هذه المنطقة . 1 - فترة ما قبل التاريخ : تتكون هذه الفترة التي لا نعرف عنها سوى القليل، من مرحلتين :المرحلة الأولىظهرت باكتشاف مجموعة من الآثار في نواحي تمالوس و وكركرة في المنطقة الغربية لأسفل المرتفعاتو كذلك في سوق اليهود قريبا من بونقرة في شبه جزيرة القل. تتمثل هذه الآثار في روائع مغليثية هامة،عبارة عن نصب و معالم تعود للعصر النيوليتي ، ( عام 20.000 قبل الميلاد) كما وجدت أيضا مغارات قديمة بالمكان .المرحلة الثانيةفتعتبر في الواقع فجر و بداية العصر التاريخي ( بداية التأريخ ) و يربط المؤرخ الفرنسي المشهور قسل ستيفان " 1864 – 1932 " هذه الفترة بعشيرة ذات أصول لاتينية اختارت السكن في هذه المنطقة يشار اليها بـ القتومة ( cutuma ) أو ما تعرف بكتامة، القبيلة البربرية التي تشمل حدود اقليمها بجاية ، عنابة ،بقاي بالأوراس (غربا ، شرقا و جنوبا علي التوالي) . 2 – الفترة الفنيقية : كتابات كثيرة تتحدث عن امتداد حضارة الفنيقيين خارج حدودهم الأصلية إذ سجل وصولهمإلي سواحل المحيط الأطلسي في حوالي 2000 ق.م فقد عرف عن الفنيقين مهارتهم في الملاحة البحرية ، لأنهم آمنواأن الازدهار و الرخاء و إثمار الثروات و التطور الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق إلا من وراء الحدود البحرية ، لذلك كان يجب تجاوز محيطات و بحار لبلوغ أهدافهم التوسعية . إلا أن المسافة بين المدينة الأم فنيقيا و المراكز التجاريةالكبيرة الواقعة علي طول الواجهة البحرية للقارة كانت بعيدة جدا، ما دفع الفنيقيين إلى تأسيس مباسط تجارية للسلع و هي عبارة عن مراكز توقف للاستراحة و تموين و إصلاح السفن، تطورت فيما بعد إلى أسواق تجارية.و في هذا السياق أسس فنيقيو مدينة تير ، مدينة أوتيك ( utique ) في إفريقيا القديمة ( تونس حاليا ) سنة 1100 ق.م و تعتبر هذه المدينة كأقدم مبسط ، و هذا ما يعكسه اسمها ( utique ) الذي يعني باللغة الفنيقية (القديمة و العتيقة). فيما بعد في حوالي سنة 814 ق.م تأسست قرطاجة ( قرطاجنة ) و هكذا وضعت مدينة ( أوتيك ) نقطة الانطلاق لسلسلة متوالية من المنشآت المرفئية على طول الواجهة البحرية الغربية للبحر المتوسط ،و هي تحتل بذلك وضعية جيو_استراتيجية لأنها في مأمن من تأثير الرياح العنيفة . وقد كان موقع هذه المباسط التجارية كل 30 كلم على امتداد الساحل الغربي فسفن تلك الفترة لم تكن مستعدة بعد للمغامرة في مد البحار.يمكن أن نذكر من بين هذه المنشآت: سلدا (سيده)، ايلول (شرشال)، كرتان (تنس)، اكوزيوم (الجزائر)،اجلجلى(جيجل)، ايبو(عنابة).... وبين القرن الحادي عشر والثاني عشر قبل المسيح ظهرت للوجود كل من المنشآت المرفئية : روسيكاد (سكيكدة)، شولو(القل) تصف (الصفصاف) وتعني أيضا زرامنا وأستورا(ستورا) ، وكلها تابعة حاليا لولاية سكيكدة. وقد أنشأ مبسط الصفصاف على حافتي المصب القديم لمجرى المياهالحالي(زرامنة)، ليس بعيدا عن محطة القطار الحالية، وساحة أول نوفمبر. و سمي بهذا الاسم لأن حافتي المجرى كانتا محاطتين بالصفصاف ، فكل مجرى مياه محاط بالصفصاف كان يسمى عند الفينقيين tsaf tsaf .روسيكاد تسمية فينيقية متكونة من كلمتين روس وتعني رأس واكاد تنطق أوكاد و تعني المنارة و معناها الكامل رأس المنارة و نجد هذا الاسم مشابها كثيرا لاسمين أطلقهما الفنيقيون على مدينتين ساحليتين أخريتينهما Rusazir ( أزفون ) و rusuccum ( روسوكوم ) فقد كان الفنيقيون يوقدون النارفوق شناخ روسكاد ( و هو طرف الجبل الداخل في البحر) كل ليلة حتى يوجهوا البحارة القادمونمن الشرق نحو استورا، (فالمنارات لم تكن موجودة بعد أنشأت لأول مرة من طرف اليونانفي الإسكندرية بمصر علي جزيرة فاروس " pharos " في عهد فلدف بتوليمي الثاني " ptolémée II phililadelple " في القرن الثالث قبل المسيح).ونظرا لموقع روسيكاد الامتيازي المرتفع بالنسبة للشناخ المجاورة كانت المكان الأمثل لاحتضان منارة. على بعد 3 كلم من غرب روسيكاد يقع مبسط أستورا هذا الاسم البونيقي يستمد أصله من الجذرستر الذي يعني الستر والحماية . واستورا تعني أيضا آلهة الحب والجمال عند الفينيقيين ، كما تعتبر الآلهة الحاميةوالحافظة للبحارة. وكون أستورا خليج ذو مياه دائما هادئة ، يعزز ويقوي اعتقادات البحارة حول ميزة الحماية لستورا، حيث تحميهم من هول البحر وتحمي كذلك الميناء من الرياح العنيفة الشمالية ـ الغربية العاصفة بالمنطقة .عرفت روسيكاد خلال هذه الفترة تطورا هاما على جميع المستويات حيث أصبحت المركز الحساس لكل النشاطاتالتجارية، تترصع حوله شولو وصفصاف. اليوم لم يبق من هذه المدينة الفينيقية الكبيرة سوى بعض الآثار الجنائزيةواقعة في أعالي ستورا : مقابر ستورا ( الموقع الحالي لمبنى HLM قرب الساعة ) وروسيكاد القديمة على حافتي مقرالولاية في موقع مطل على الخليج. طيلة هذه المرحلة من احتلال روسيكاد أدخل الفينيقيون استعمال البرنز والحديدوكذا الأعداد والحروف ، كما علموا للأهالي أنجع الطرق لزراعة الكروم وكيفية تقليم الزيتيات للحصول على شجر الزيتون. 3- الفترة النوميدية : في سنة 202 ق.م هزم جيش الجنرال القرطاجي حنبعل في معركة زامـة ( تونس حاليا)بعد مشادات عنيفة تواجه فيها مع الحلف المبرم بين الرومان بقيادة سيبيون الافريقي " scipion"والخيالة النوميدية تحت اشراف القائد ماسيل ماسنيسا. فأصبحت روسيكادا وستورا تابعتان مباشرة لماسنيساوحلفائه الرومان تحت راية المملكة النوميدية الممتدة من فاقا ( بيجا في تونس) الى غاية بيلوشة ( مولويا حاليا ) ،النهر المحادي لموريطانيا و تورجيتان ( المغرب حاليا )، و حول الرومان تصفصاف الى تابس أو تبسوس. كانت عاصمة هذه المملكة هي سيرتا cirta تنطق كرتا " qurta " " كوراتا " و هي كلمة من أصلفنيقي تعني المدينة . خلال هذه الفترة عرفت روسيكاد مستوى تطور جد مهم فقد كانت تساهم بصفةملحوظة في تحسين العلاقات التجارية مع المقر الرئيسي للرومان أي المدينة الكبرى روما. هذا التعاون الثنائي سمح لسيرتا بأن تصبح نقطة التموين الرئيسية للإنتاج الفلاحي الذي بلغ درجة كبيرة من التطور، كما جعل منها بالنسبة للرومان المركز الرئيسي للمد باللحوم و الزيتون والثمار لكل المستعمرات. رغم هذا التطور التجاري، عرفت الفترة النوميدية نقصا في شبكة الطرقات و هو المشكل الذي واجه الرومان( خلال فترة احتلالهم للمنطقة ) حيث لم يجدوا سوى بعض المعابر غير المهيأة و الطرق الجبلية مما دفعهمإلى إنشاء شبكة كبيرة للطرقات في روسيكاد . التعاون النوميدي الروماني كان بعيدا على أن يكون ميناء سلام،لأن نوايا الرومان العدوانية بدأت تظهر في الأفق ، خاصة بعد انهيار قرطاجة سنة 146 ق.م ، و اهتمام الرومانعن قرب بمملكة نوميديا لإيقاف توسعها ووضع نقطة النهاية لمصيرها .4 - الفترة الرومانية : عندما انفجر الوضع المتأزم حول العرش النوميدي أودى بحياة هيمصال وألحقتالهزيمة بأخيه أدربعل عندما حاول أن ينتقم لأخيه من يوغرطة فأحال أدربعل القضية على مجلس الشيوخ الروماني لتأييده، فبادر مجلس الشيوخ بإرسال لجنة يرأسها أوبيميوس (OPIMIUS ) لتقسيم المملكة النوميدية بين أدربعل ويوغرطة وهذا عام 116 ق.م. نتج عن ذلك التقسيم منح المنطقة الشرقية من نوميديا المجاورة لولاية إفريقياإلى أدربعل، بينما كان القسم الغربي من المملكة نصيبا ليوغرطة، فاستغل هذا الأخير سمعته ومجده السياسي على حساب ابن عمه أدربعل و هاجمه عام 113 ق.م و حاصر سيرتا إلى أن سقطت في يده في العام التالي و إنتهت العملية بمقتل خصمه أدربعل في صيف 112 ق.م و تحطيم قوة المقاومين الرومان الذين رأوا الخطر الوطني يعصف بمصالحهم في البلاد. و بنهاية أدربعل أصبحت نوميديا بشريطها الشرقي و الغربي مملكة موحدة تحت زعامة يوغرطة.و على إثر هذه التطورات الخطيرة على المصالح الرمانية وجدت روما نفسها وجها لوجه مع يوغرطة الطموح الذي هدم حاجز الأمان بينه و بين الرومان بعد أن استولى على القسم الشرقي من نوميديا، و بات من المؤكد لدى الرومان أن يوغرطة لن يتردد في مهاجمة الولاية الرومانية من أجل تحرير المنطقة الغربية كلها من السيطرة الرومانية. فعملوا على إخضاعه و أعلن مجلس الشيوخ استئناف القتال ضد المملكة النوميدية، لإرغام يوغرطة على الخضوع و تمكن الرومان بعد معارك ضارية من القبض عليه سنة 105 ق.م و اتخذوا من سيرتا (العاصمة التقليدية لمملكة نوميديا عاصمة للكونفدرالية الرومانية)، التي تضم أهم و أشهر المدن كالقل، ميلة و سكيكدة وبالتالي أصبحت روسيكاد وسطورة مستعمرات رومانية عرفت تطورا اقتصاديا وتجاريا كبيرا. و باعتبار أن الرومان واجهوا عدة صعوبات في نقل البضائع وعائدات الفلاحة قاموا بإنجاز شبكة كبيرة من الطرقات تسمح لهم بتبادلات تجارية مع المدن المجاورة، فقد كانت روسيكاد المحور الرئيسي للتجارة. من بين الطرق المنجزة : الطريق الذي يربطسيرتا بميناء روسيكاد الطريق الشمالي الغربي الذي يمر بمحاذاة الساحل و يعبر واد العناب و يصل حتى منطقةالهيبون (عنابة)، الطريق الذي يأخذ إتجاه الشرق و يمر عبر المناطق الداخلية و واد الصفصاف و يتفرع منهطريقين الأول في إتجاه قالمة و الآخر في اتجاه الجنوب حيث ينتهي في ميلة. فيما بعد الجنرال بومبي (Pompée)عدو جول سيزار هزم مع حليفه جوبا الأول ملك النوميدين في تايسوس الإفريقية (تونس حاليا) سنة 46 ق.م في إطار النضال من أجل الحكم. ثم انتحر جوبا الأول و خلفه ابنه جوبا الثاني الذي نشأ في ساحة روما، و كان ملكالموريتانيا "لول قيصرية" (شرشال حاليا) في حوالي سنة 25 ق.م و تزوج سلين كليوباترا إبنة أطوان وملكة مصركليوباترا التي أنشأ لها زوجها مقام (Tombeau de la chrétienne) وبعد انتصار سيزار سنة 47 ق.م عرفت المدينة عدة تغيرات فتحولت إلى مستعمرة رومانية تابعة لسيتيوس و بقيت تعرفبنفس الاسم (Rusicade) كما تدل على ذلك الكتابات التسجيلية الموجودة بمسرح المدينة،و قد تركز النشاط التجاري خلال هذه الفترة على ميناء روسيكاد. بعد قرن من الاحتلال الروماني تحولتروسيكاد إلى كيان بلدي يدار حسب قوانينه الخاصة و تحول سكانه تدريجيا إلى مواطنين كاملي الحقوقتحت إدارة والي موضوع (Precfetus) و ولات مختارين. دام الإحتلال الروماني عدة قرون و لم يزل حتى ترك ورائه العديد من الآثار الهامة التي يمكن مشاهدة بعضها في المتحف.و قد عرفت روسيكاد عصرها الذهبي خلال حكم الأنتونيس في القرن الثاني للميلادوبالظبط ما بين 182 و96 بعد الميلاد، حيث أصبحت مدينة قوية و ثرية بلغ عدد سكانها الـ 100.000 نسمةو ما سعة المسرح الروماني الذي يستطيع أن يحوي 3000 متفرج إلا دليل على ذلك التوسع الكبير.و يمكن ملاحظة أن مخطط الطرق "لفليب فيل" المدينة الاستعمارية الفرنسية وضع فوق مخطط المدينة الرومانيةروسيكاد، ما عدا واد الزرامنة فقد ترك المكان للطريق الوطني الحالي ديدوش مراد بعدما غير مجراه من طرف السلطات الفرنسية خلال فترة الاحتلال إلى صفصاف. في كل مدينة رومانية هناك طريق رئيسي يدعى كاردوماكسيموس (Cardo maximus) مقطوع في مركزه بالدوكمنوس (Decumanus). بالنسبة لرسيكادالكاردوما كيسموس لديه اتجاه شمالي - جنوبي من جهة و من جهة ثانية في الصفصافأو Thapsus (زرامنة حاليا هي طريق ديدوش مراد) والدوكمنوس يظهر اتجاه شمالي غربيو يعني الطريق الحالي بوجمعة الباردي الذي يقطع الطريق الوطني في اتجاه مقر مديرية التربية.و هناك مخلفات أخرى هي شواهد أيضا من الاحتلال الروماني و هي : - الفوروم الروماني (forum romain) المشيد في مركز مدينة روسيكاد و الذي يعتبر مكان التقاء لمختلفالنشاطات الاجتماعية الثقافية و السياسية و هو الساحة العمومية وقلب المدينة الذي يلتقي فيه الناس في وقت فراغهم، و فيه كانت تتم الانتخابات و تقام أيضا المحاكم و يرأس فيه الحكام إجتماعات المجلس البلدي.- جسور الطريق العالي لستورا التي كانت جسور رومانية منشأة بصخور كبيرة والتي غطتها البلدية للأسف بالبلاط في بداية سنوات الثمانينيات. - أسس المسرح البلدي هي نفسها أسس معبد فينوس (vénus)و قد غطت هي الأخرى للأسف بالبلاط في بداية التسعينيات. - أسس مستشفى ونزل السلام هي أسس جوبيتر(jupiter appenin) و بلون (Belone)، إلاه الحرب. - الفترة الوندالية : ظلت روسيكاد لفترة طويلة تحتفظ بمكانتها و ازدهارها كونها المنفذ و الميناء الذييربط المستعمرة بروما سواء تجاريا أو اقتصاديا و شكلت مع ستورا الميناء الفينيقي القديم مستعمرةواحدة، إلى غاية قدوم الونداليين إلى شواطئ الشمال الإفريقي، حيث عرفت نهاية مأساوية. فالملك الونداليجينسيريك (Genissek) لم يترك الفرصة تفلت من بين يديه و تقدم بجيوشه إلى نوميديا فحاصر بونة و هزم أعداؤه الرومان عام 431 م ثم ابرم اتفاقية (بونة) مع الرومان و هي اتفاقية كان يهدف من ورائها ملك الوندالربح الوقت ريثما يتم إعداد قوته العسكرية لطرد الرومان نهائيا من إفريقيا، و قد ظهرت هذه النية في هجومهالمفاجئ على قرطاجنة سنة 439م. لم يدخل الوندال أي تغيير إداري يذكر في الجزائر ككل بل أبقوا لسكانها نظامهم القديم و مجالسهم البلدية، ما عدا نظامهم العقاري الذي تغير كثيرا فقد استولى الوندال بالعنف على الأراضي و قاموا بعدة أعمال تدل على بشاعة حكمهم ولم ينشئوا الكثير ما عدا بعض المراكز العسكرية. و قد عانت سكيكدة خلال هذه الفترة ما عانته كل المدن إلى أن هدمت سنة 439م لكن هذا التاريخ يبقى غير مؤكد كون أن تمثيل المدينة على مستوى أعلى استمر إلى غاية 485م و المؤكد أن المدينة تهدمت سنة 533م أي قرن بعدذلك على يد آخر ملك للوندال بعد انحطاط لم تعرفه من قبل. 6 - الفترة الإسلامية : انطلاقا من القرن السابع و وصول المسلمون إلى منطقة المغرب تعربت المنطقة،وكانت اللغة العربية سهلة التعلم لأن أهل المنطقة تعودوا على استعمال اللغة اليونية (القرطاجية)مع اللغة البربرية و اللاتينية. و الإسم الحالي لروسيكاد يستمد أصوله من العربية. حيث تحول من حيث النطقإلى sucaïcada أو Ras skikda أي راس سكيكدة لتحديد النقطة الأكثر علوا شرق المدينة، و لقد تعرض لها بالذكر الكثير من المؤرخين كالبكري و الإدريسي. . .و خلال دخول العثمانيين دخلت سكيكدة ضمن بيلك قسنطينة وعاصمته قسنطينة. 7 - فترة الاحتلال الفرنسي إلى غاية الاستقلال : في يوم 13 أكتوبر 1837 احتل الجيش الفرنسي مدينة قسنطينةبعد قتال عنيف ومقاومة بطولية ومن ثم بدأت السلطات الاستعمارية البحث عن منفذ نحو البحر أقربإلى قسنطينة من ميناء القل ذو المسالك الوعرة والخطيرة بالنسبة للغزاة، فأرسلت الجنرال نيقرتي للتعرفعلى سكيكدة وميناء ستورا وهكذا ثم الاحتلال الفوري للمنطقة. وانطلق الجنرال نيقرتي يوم 7 أفريل 1838من قسنطينة على رأس جيشه ووصل في 9 أفريل إلى حوض رمضان جمال بتراب قبيلة بني مهنة وفي نفس اليوم وعلى الساعة الثانية بعد الزوال وقف نيقرتي أمام أطلال روسيكا دا بالربوة التي أطلق عليهااسمه) (Le mamelon Negerier والمعروفة باسم دار بن حورية واستقبل هناك القائد السعوديالذي اختار أن يكون عميلا يخدم مصالح الاستعمار بعدما خدم العثمانيين. وفي الوقت الذي تقابل فيه القائد السعودي مع الجنرال نيفرتي أطلقت النيران من الربوات المجاورة على الجيش الاستعماري وأجبرته على الرحيلفي الصباح، وهكذا اتجه نيقرتي إلى ستورا التي كانت تكسو قممها غابات الفلين الكثيفة وفي هذه المرتفعاتوبوادي زرزور بالضبط اعترض العدو ومقاومون مشاة مع بعض الفرسان 3000 مقاوم وأطلقت النيران بشدة وخلفت العديد من القتلى والجرحى. ابتداءا من شهر أوت من نفس السنة تولى الجنرال فالى (Valée) الحكم العام للجزائر وأمر باحتلال سكيكدة التي وصل إليها يوم 7 أكتوبر 1838، وأسس بها مركزا عسكريادائما وأقيمت القيادة العامة بمكان معبد بيلون : القلعة الرومانية أي المكان الذي شيد فيه فندق السلام في السبعينات الأخيرة. وفي نفس الوقت الذي وصل فيه وجد فالي بخليج سطـورة سفينة لوسفينكس (le sphinx) القادمة من ميناء عنابة والتي كانت تحمل عتادا حربيا ومواد غذائية وفي ليلة 7 إلى 8 أكتوبر أطلقت النيران علىمواقف الجيش الاستعماري ومع اشتداد المقاومة اختير واد الزرامنة لبناء المدينة الاستعمارية على أطلال روسيكاد،وقرر تهديم السيرك العتيق لتطويقها بجدار ذو أربعة أبواب : باب البحر شمالا (مكان النزل البلدي) وباب قسنطينة جنوبا (مكان النصب التذكاري لعشرين أوت 1955) وباب الأوراس غربا في مرتفع سكيكدة، ورغم وجود الجدار استطاع المقاومون الدخول إلى وسط المدينة لتنفيذ عملياتهم. استمرت المقاومة ضد الاحتلال بمنطقة سكيكدة حتى سنة 1860 وتزعمها بعد سي زغدود سيدي محمد بودالي وبوسبع وسيدي محمد ولد رسول الله.ومحمد بن عبد الله، وفي نفس الفترة شيد مسجد سيدي علي الديب 1844/1846 وبلدية سكيكدة 1848الكائنة بنهج بوجمعة لباردي وشيد أيضا المسرح البلدي الجميل. في سنة 1945 فتحت مطبعة في المدينة ونشرتأول صحيفة محلية اسمها( le courrier de philippe vill) أي بريد فليب فيل، ويجدر الذكر أن المدينةاتخذت تسمية فليب فيل يوم 17 نوفمبر 1838 )بعدما أخذت مدة شهر اسم (fort de france)أي حصن فرنسا) تمجيدا للملك الفرنسي لويس فيلب. عرفت المنطقة على غرار المناطق الأخرى خلال هذه الفترة الفقر الشديد والمجاعة والأوبئة. ويسجل التاريخ يوم 28 أوت 1910 إضراب عمال ميناء سكيكدة الذين نظموا مظاهرة رفع أثنائها علم أخضر بهلال ونجمة، ثم تواصلت الصراعات وتبلورت في شكل مطالب جوهرية، وهكذا انبعثت بالمدينة الحركة الوطنية وذلك سنة 1933، وتم تشكيل أول فرع لنجم شمال إفريقيا يوم 5 جويلية 1935،وبعد بضعة أشهر من النشاط المكثف حلت السلطات الاستعمارية الفرع وأوقفت المناضلين، إلا أنه تشكل من جديد تحت راية حزب الشعب الجزائري، ونظم يوم 4 أوت 1937 أول تجمع وطني في قاعة دار الصناعة التقليدية، ومنذ ذلك الوقت استؤنف النشاط من أجل استقلال الوطن بقوة أشد. كما نظمت من طرف حزب الشعب مظاهرات يوم 1 و 8 ماي 1945 وجرت مشادات مع الشرطةبنهج محمد نفير RUE) PASSERIEN ) سابقا، وفي ديسمبر 1947 أسس فرع محليللمنظمة الخاصة (LOS) تحت قيادة المناظل بوكرمة عيسى. وأتيحت الفرصة للشباب المختارينمن طرف حزب الشعب وحركة انتصار الحريات الديمقراطية للتدريب شبه العسكري الشيء الذي سمح لهذه العناصر بالالتحاق غداة أول نوفمبر 1954 بصفوف جيش التحرير الوطني بعدما أصبح وجودهم بالمدينة مهددامن طرف السلطة الاستعمارية. لم تمض بضعة أشهر حتى عرفت سكيكدة ليلة القنابل السبعالتي كبدت المستعمرين خسائر مادية وبشرية هامة وأعلنت بداية حالة الطوارئ بالمدينة وحولهاوتم قمع جويلية 1955 ثم أسبوع الإبادة الجماعية لأوت 1955 الذي بدأ يوم السبت 20 أوت حيث تقرر الهجوم من طرف البطل "زيغود يوسف" على المراكز الاستعمارية للشمال القسنطيني منها مطار سكيكدة ومركز الشرطة (الحرس الجمهوري للأمن R.S) والثكنات ومنجم العاليا والمطار.وأعطى هذا الهجوم نفسا جديدا للكفاح المسلح وكان مثالا للتضحية فقدت سكيكدة على إثرها الآلافمن الرجال والنساء والشيوخ والأطفال بما فيها مجازر زفارات والملعب البلدي لكرة القدم وضحايا المقاهي،مثل مقهى بوغاية ومقهى الجمال وكذلك الشباب الذين ساقهم الاستعمار على طول الشارع الرئيسيحتى مكان تعذيبهم (ملعب أول ماي حاليا) ومكان اغتيالهم جماعيا (ملعب 20 أوت حاليا. ولم تتوقفأعمال الفدائيين ضد عناصر الشرطة الاستعمارية ومراكز اليمين المتطرف مثل حانة مارسيل (bar marcel)بالشارع الرئيسي وضد عناصر منظمة الجيش السري (L.O.A.S) حتى الأيام الأخيرة قبلوقف القتال (19 مارس 1962) وشاركت سكيكدة في حركة التدعيم الجماهيري لجبهة التحرير الوطنيبتنظيمها لمظاهرة 11 ديسمبر 1961 ومظاهرات أخرى ما بين هذا التاريخ وتاريخ توقيف القتال منها المظاهرة الضخمة لأول نوفمبر 1961 التي جرت على غرار ما جرى بالمدن الكبرى. وعرفت المدينة فرحة عظيمة ابتداءمن يوم الثلاثاء 3 جويلية 1962 اليوم الذي وقع فيه لأول مرة رفع علم الاستقلال وذاقت فيه روسيكاد طعم الحرية والاستقلال. وقد شهدت سكيكدة خلال فترة الاستعمار الفرنسي تشييد العديد من المباني الضخمةالتي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا مثل : مسجد سيد علي الديب الذي بني بين سنتي 1844 و 1846 وبعده مقر بلدية سكيكدة الذي يعود إلى سنة 1848 والمسرح البلدي الجميل الذي يعود لنفس السنة ،تأسس أول مطبعة سنة 1945، إعادة تهيئة الميناء وتوسيعه بين سنيتي 1860-1890م تشييد قصر مريم عزةالذي يدعى بن قانة سنة 1913 النزل البلدي ومحطة السكك الحديدية سنة 1930 والبنك الوطنيبشارع زيغود يوسف في نفس السنة ومركز البريد المواصلات بنفس الشارع والذي وضع تصميمه المهندس المعماري "مونطالان" بناء دار الصناعة التقليدية الشهيرة كمقر للخطب الوطنية والتي استقبلت مناظلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية (M.T.L.D) وزعيم حزب أصدقاء البيان فرحات عباس AML كما نصبت التماثيل الرخامية الجميلة بحديقة باب قسنطية وحديقة البريد والمواصلات. منقول وحتي نفيها حقها هذه الموضيع من الاكليل روسيكاداسكيكدة لمن لا يعرف سكيكدة الزينة |
|
خالدالإدارة
عدد المساهمات : 1488
نقاط : 11677
العمر : 36
| موضوع: رد: روسيكادا :: رحلة الي المدينة السكيكدية والاستضافة عند فاتن الأربعاء أبريل 06, 2011 10:27 am | |
| |
|