استمرار أزمة الوقود في العديد من ولايات غرب البلاد
محطات البنزين تحت حراسة مصالح الأمن
31-12-2011
سيدي بلعباس: م.ميلود تلمسان: ع.ب.ش بشار:ع. موساوي
استيقظ سكان مدينة سيدي بلعباس، نهار أمس، على مشهد انتشار عدد
معتبر من رجال الأمن على مستوى مختلف محطات توزيع الوقود بالمدينة بعد أن
عاشت هذه الأخيرة على وقع اكتظاظ غير مسبوق وطوابير لامتناهية ترتّب عنها
نرفزة وإثارة كبيرة للأعصاب بسبب الندرة الحادة للوقود.
كانت الأزمة التي ضربت سيدي بلعباس ومعها معظم ولايات الغرب الجزائري
قد دخلت أمس أسبوعها الأول، من دون أن تتمكن الجهات الوصية من إيجاد حل
سريع لها، الأمر الذي خلّف جملة من المشاكل بين أصحاب المركبات وعمال محطات
التوزيع الخاصة والعمومية ترتّب عنها نشوب ملاسنات وحتى مشادات جسدية.
وحسب معاينة أجرتها ''الخبر'' إضافة الى شهادات جمعتها ببعض محطاٍّت
البنزين، فقد وصل الأمر إلى حد تعرض البعض لاعتداءات جسدية، على غرار زبون
حلّ بأكبر محطة واقعة بالضاحية الشمالية لمدينة سيدي بلعباس للتزود بالوقود
قبل أن يتعرّض لطعنة سكين بعد ملاسنات حادة مع زبون آخر اتهمه بعدم احترام
دوره في الطابور، الأمر الذي يكون وراء لجوء مصالح الأمن إلى تكثيف تواجد
أعوانها بكل نقاط التوزيع حفاظا على الاستقرار والهدوء. من جهة أخرى، تشهد
كل محطات البنزين عبر تراب ولاية تلمسان، هذه الأيام، أزمة خانقة في التزود
بالوقود الذي أضحى مفقودا، وأمست الطوابير الطويلة في كل المحطات، حيث
تدوم يوما كاملا دون أن يتمكن الكثير من الزبائن من ملء خزانات سياراتهم.
وذكر أحد المواطنين أنه قضى أكثر من ثماني ساعات لتعبئة سيارته بهذه
المادة، في حين اضطر البعض الآخر إلى أن يركنوا سيارتهم في منازلهم، ولجأوا
إلى استعمال سيارات الأجرة في تنقلاتهم لقضاء حوائجهم كون غالبيتها تسير
بمادة المازوت.
لكن رغم هذه الأزمة الخانقة تحظى بعض المحطات بالتزود بهذه المادة، لكن
الذي يبقى يؤرق أصحاب السيارات هو الوقوف طويلا في طوابير تستمر إلى ساعة
متأخرة من الليل دون الحصول على لترات من البنزين، الأمر الذي شجّع على
ترويج هذه المادة بأسعار خيالية في المناطق الحدودية.
وإذا كانت ولاية وهران بدأت تعرف انفراجا في أزمة البنزين العادي،
الممتاز وبدون رصاص، في اليومين الأخيرين، بعد أن استفادت محطات الوقود
بالولاية والبالغ عددها ,94 من التزويد اليومي، حيث تراجع حجم الطوابير،
فإن الوضع ما زال متأزما في ولايات معسكر، عين تموشنت، مستغانم وغيرها،
التي يتنقل الكثير من ملاك السيارات فيها إلى محطات ولاية وهران للتزود
بالبنزين عن طريق الدلاء.
وفي بشار علمت ''الخبر'' من مصدر مطلع أنه تم إقرار تعليمة تحدد القدر
المسموح به للاستفادة بقيمة 500 دج من البنزين الممتاز، أي ما يعادل 20
لترا حسب سعره الحالي، وهي التعليمة التي شكلت ضغطا على أصحاب هذه المحطات
الذين أصيبوا بإحراج في إقناع المواطنين بهذا القرار. وحسب معاينة أجرتها
''الخبر'' لوحظ صباح أمس الجمعة، أن أزمة انعدام البنزين الممتاز عادت من
جديد لتلقي بظلالها على محطات الوقود في مختلف بلديات ودوائر الولاية.