عام الإقصاءات والإخفاقات والمهازل
الرياضة الجزائرية تسقط بالضربة القاضية
30-12-2011
الجزائر: رفيق وحيد
طويت بنهاية سنة 2011، صفحة من الخزي
والمهانة للرياضة الجزائرية، التي انتكست على جميع المستويات وعلى اختلاف
اختصاصاتها، ولم يقو مختلف الرياضيون على خطف الأضواء حتى على مستوى أقل
المنافسات قيمة، ونعني بها الألعاب العربية وقبلها الألعاب الإفريقية التي
لا تضاهي، من حيث المستوى والتنافس، المنافسات العالمية والأولمبية. ولم
تشذ كرة القدم عن القاعدة أيضا، فتوالت انتكاسات المنتخبات الوطنية، وأقصي
المنتخب الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، وضيّع المنتخب المحلي فرصة
الصعود فوق منصة التتويج في السودان، وتوقّف قطار المنتخب الأولمبي في
دورة المجموعات وأقصي من أولمبياد لندن، بينما فشلت الأندية
الجزائرية قاريا، في صورة شبيبة القبائل ومولودية الجزائر في كأس الكاف
ورابطة الأبطال.
ذهبية في الألعاب العسكرية التي أريد لها أن تتحول الى مونديال هزائم بالرباعيات في كرة القدم وإخفاقات متتالية للمنتخبات الوطنية تحوّلت الكرة الجزائرية بين 2010 و2011، من
النقيض إلى النقيض. فبعدما قادها التقني الجزائري رابح سعدان في العام
الماضي إلى القمة بضمان مشاركة في المونديال الإفريقي واحتلال المركز
الرابع في المنافسة القارية، ترسّم عدم مشاركة المنتخب المونديالي، تحت
قيادة البوسني وحيد حاليلوزيتش في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة.
المنتخب الأول فشل على طول الخط منذ أن تدخل
محمّد روراوة رئيس ''الفاف'' من أجل إزاحة المدرّب الذي صنع مجد الكرة
الجزائرية في 2010، وتعيين ''تلميذه'' عبد الحق بن شيخة. وحرص رئيس
''الفاف'' في تعاملاته مع التقنيين الجزائريين، على التدخل غير المباشر
وأحيانا المباشر في شؤونهما، مقابل منح ''بطاقة بيضاء'' لمدرّب أجنبي في
صورة وحيد حاليلوزيتش.
سقوط المحليين والأولمبيينولم يكتب النجاح أيضا للمنتخب المحلي المستحدث
من أجل منح الفرصة للاعبي البطولة المحلية للمشاركة في مباريات دولية،
فاكتفت التشكيلة التي أشرف عليها المدرّب عبد الحق بن شيخة في السودان في
فيفري المنصرم بالمركز الرابع، واعتبر ذلك إخفاقا أيضا كون الهدف المسطّر
تمثّل في العودة بالتاج. ومن المفارقات أيضا، أن منتخب تونس، تفوّق أيضا
على الجزائر حين ترشّح للنهائي على حساب ''الخضر'' ونال المركز الأول، وهو
المنتخب الذي عاش أجواء مضطربة بسبب ''الثورة'' في تونس في ذلك الوقت. وسار
المنتخب الأولمبي أيضا على نهج المنتخبين الأول والمحلي، فقد تبخّرت كل
الآمال في ضمان ثاني مشاركة للكرة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بعد دورة
موسكو سنة 1980، حين تلقّى المنتخب ''رباعية'' في المغرب أمام نيجيريا،
ذكّرتنا برباعية المنتخب الأول أمام المغرب بملعب هذا الأخير، ليطوي
الأولمبيون صفحة ''سوداء'' من الإخفاقات غير المسبوقة للكرة الجزائرية في
عام الانتكاسة، كان ختامها تدّخل جديد من رئيس ''الفاف'' في صلاحية المدرّب
المحلي عز الدين آيت جودي، حين فرض عليه العمل مع البوسني حاليلوزيتش حتى
يسرق نجاحه المتوقع.
الأندية الجزائرية عجزت قاريااقتران الرباعيات بالكرة الجزائرية، مسّ
الأندية الجزائرية أيضا، حيث سقط عميد الأندية الجزائرية، في أول مشاركة له
في دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، بالمغرب أيضا أمام الوداد، ليخرج
خاليا الوفاض أمام أعرق الأندية العربية والإفريقية وهي الترجي التونسي،
المتوّج باللّقب ووصيفه الوداد البيضاوي، فضلا عن الأهلي المصري. وسجّل
شبيبة القبائل في دور المجموعات لكأس الكاف، التي توّج بها ثلاث مرات على
التوالي سنوات 2000 و2001 و,2002 أسوأ مشاركة، حيث خسر مبارياته الست في
المجموعة تحت قيادة المدرّب موسى صايب الذي لم ينل أية نقطة.
ذهبية العسكريين لتغطية الإخفاقات الكرويةولم يفرح الجزائريون أمام كل تلك الإخفاقات،
سوى ذهبية المنتخب العسكري التي نالها أمام المنتخب المصري في البرازيل، في
منافسة تسمّى ''الألعاب العسكرية''، واصطلح على تسميتها في الجزائر
بـ''المونديال العسكري''. وبدت الذهبية التي تحققت مع المدرّب عبد الرحمان
مهداوي وكأنها مكسبا كبيرا للكرة الجزائرية، وكانت فرصة للمسؤولين لمحاولة
تغطية الفشل على مستوى كل المنتخبات الوطنية، من خلال تثمين إنجاز
''العسكر''، لتفادي الحديث عن المنتخب الأول.
سنة 2011، كشفت عورات سياسة الإتحادية التي
نجحت في السنة التي سبقتها، بلاعبين تخرّجوا من المدارس الفرنسية، ولم يكن
منتخب فرنسا بحاجة إلى خدماتهم، وحين تراجع مستوى هؤلاء بعد المونديال،
واختاروا الوجهة الخليجية، لم تجد ''الفاف'' سبيلا لإيجاد بدائل، طالما أن
البضاعة المحلية ليست مؤهّلة لتحقيق مثل تلك الإنجازات، فكان نجاح
''الإتحادية'' ظرفيا بمدرّب محلي قدير، وتلاشت الإنجازات بمجرّد الاستغناء
عن خدماته.