ولد عباس يكتشف ''جحيم الصحة''
أزمة أدوية ومرضى يموتون دون علاج وأويحيى يوبّخ الوزير
30-12-2011
الجزائر: فاروق غدير
أثار غياب الوزير ولد عباس، خلال الأيام الأخيرة، الكثير من
التساؤلات، وهو الذي تعوّد على الظهور على شاشة التلفزيون وصفحات الجرائد
بسبب ودونه.. الغياب المفاجئ لا يمكن أن يفصل عما عاشه قطاع الصحة خلال سنة
2011 والذي كتب الوزير الأول أحمد أويحيى آخر فصوله.
هل يمكن تسيير
وزارة الصحة مثلما يتم تسيير وزارة التضامن؟ بكل تأكيد لا. وهو ما اكتشفه
جمال ولد عباس الذي عاش سنة 2011 بين الظهور المفرط في وسائل الإعلام
ونهاية سنة مضطربة، بسبب أزمة الأدوية التي لم تفارق القطاع طيلة السنة،
لتكون القطرة التي أفاضت الكأس، قضية مرضى السرطان، التي عجلت بإرسال
أويحيى مذكرة عمل شديدة اللهجة لوزيره، حمّله فيها مسؤولية انقطاع الأدوية
وما يكابده مرضى السرطان من معاناة. رد الوزير يومين بعد ذلك، جاء باستعمال
ورقة طالما استغلها سابقوه والمتمثلة في ''مافيا الدواء''، غير أن المشكل
يكمن في أن توجيه أصابع الاتهام لعصابة ليس من مهام الوزير، فمهامه أن ينقل
للرأي العام مَن هذه ''المافيا'' وإعلان إجراءات ضدها، غير أن هذه الورقة
المستهلكة لم تعد تقنع أحدا. وحتى لا يقال إنه تحامل على ولد عباس، فدفاعا
عن الرجل يجب القول إن القطاع الذي أوكل له تسييره صعب وصعب جدا، غير أن ما
يعاب عليه، طريقة التسيير التي بدت بعيدة كل البعد عن الواقع.
ففي
الوقت الذي كانت كل الأطراف تدق ناقوس الخطر إزاء ندرة بعض الأدوية، كان
الوزير يصرح كل يوم بأنه لا وجود للندرة، وفي الوقت الذي كان مرضى السرطان
يعتصمون أمام مركز ''بيار وماري كوري''، قال الوزير إن التكفل بالمرضى يتم
بطريقة جيدة.