صالح شيروف يؤكد أن مقتل العقيد عميروش وزيغود يوسف نجم عن خيانة
''مذكرات الزبيري لم تكن في المستوى''
29-12-2011
فالمة: م. أم السعد
أشك أن الذين تحدثوا عن تسمم بومدين لهم ضلع في ذلك
لم يخف الأستاذ محمد صالح شيروف، رفيق
درب الرئيس الراحل هواري بومدين، أنه لم يجد مذكرات الطاهر الزبيري في
المستوى، وأنها ناقصة في العديد من جوانبها التاريخية. ليؤكد، في نفس
السياق، أن الكثير من الأحداث التاريخية لا زال طي الكتمان. مشيرا إلى أنه
لم ولن ينس أبدا حادثة تشريده من قبل آيت أحمد في القاهرة.
قال السيد
محمد صالح شيروف، في تصريح لـ''الخبر''، إنه كان يتوجب أن تكون مذكرات
العقيد ومسؤول الولاية الثانية الطاهر الزبيري، في مستوى تطلعات الشباب،
''وأن تكون رافلة بالحديث عن الشهداء، الثورة والمعارك التي شهدها، لكنها
جاءت في بعض جوانبها سطحية، فهناك حقائق تاريخية يجب على كاتب المذكرات أن
يلتزم بها، لكن ما حصل يحسب على الصحفي الذي استغل عدم دراية القائد، وحاول
تطويع هذه المذكرات لأغراض سيئة وبعث فيها رسائل مشفرة''.
وواصل
المتحدث ''ما همني أكثر في مذكرات الطاهر الزبيري، هو أنها لو تناولت
المسائل التاريخية بشكل أعمق والمتصلة بإيديولوجية ثورة أول نوفمبر 1954،
وأنها تقدم نبذة تاريخية بشكل موضوعي، وتتحدث عن الأبطال، منهم ''العقيد
عميروش، لطفي، زيغود يوسف، شعباني''، فكلهم يظلون أبطالا، رغم أخطائهم التي
اعتبرها البعض ''إنجازات''.
وأكد شيروف أنه ورغم مستوى المذكرات، إلا
أنه يؤمن أن العقيد الزبيري كان مجاهدا ووطنيا، مردفا ''مع تحفظي حول إهمال
المؤلف لذكر آلاف الشهداء ممن سقطوا، معتمدا تسطيح المحتوى، وهو ما لا
يعبر عن حقيقة القائد العسكري، ولعلها الملاحظة التي وجهها له خالد نزار
عندما وجه له الزبيري نقدا، حيث رد عليه ''أنا جندي منتظم''. وكشف شيروف،
على هامش الطبعة الثالثة للملتقى الوطني حول حياة الرئيس هواري بومدين، عن
خيوط قضية آيت أحمد، حين أُمر هواري بومدين من قبل أحمد بن بلة بقتله
لعصيانه، موضحا ''ومع أن حياة آيت أحمد أصبحت بين يدي هواري ولكن لم تتم
تصفيته، أما مقل العقيد عميروش فنجم عن خيانة البعض له، ولا أعلم من قام
بذلك، وكذلك حصل الأمر مع زيغود يوسف، أما بن رمضان فقد تمت تصفيته من قبل
من عرفوا باسم ''الباءات الثلاثة''، ويبقى التاريخ منهجا علميا تجريبيا
قابلا للقياس والتحقق من نتائجه''.
كما تطرق صالح شيروف إلى من تحدثوا
عن حادثة تسميم الرئيس بومدين، وأكد أنه يشك في أن لهم ضلعا في ذلك. وقال
المتحدث ''لن أنسى تلك الأيام التي شردنا فيها آيت أحمد بالقاهرة، بمعية
محمد خيضر- وهما عضوا المكتب العربي وممثلين عن الجزائر-، وكيف أمكنكم
طردنا إلى الشارع بعد ستة أشهر من إقامتنا بالقاهرة، رغم تبعيتنا لحركة
انتصار الحريات، وهي نفس المظلة التي ينتميان إليها''. وواصل متسائلا بأي
منطق أخلاقي تطرد طلبة، ونحن كنا لا نجد حتى المال لشراء ''الفول''؟