قدم التنس في 2011 أحاسيس متناقضة ، لأنه بدأ بأجواء "سلام وحب" في
أستراليا ، وانتهى بخلافات سياسية بين السويسري روجيه فيدرر والأسباني
رافاييل نادال ، بطلي ما أطلق عليه "سنوات الراء" (من رافا وروجيه)، الذي
أنهاه الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

ما دار من حديث حول "السلام والحب" قد يبدو مبالغة ، لأن التنس ليس مهرجانا
للموسيقى. بيد أن شيئا من ذلك قد ظهر في 2011 ، لأن بطولة أستراليا
المفتوحة أكدت أن العلاقات الطيبة ، التعاطف والإعجاب الذي يشعر به فيدرر
ونادال تجاه بعضهما البهض ، كان قد خلق شيئا من التقليد.

وأكدت البلجيكية كيم كلايسترز :"إنها أجواء تمتد أيضا إلى فئة السيدات" في
تصريحات لوكالة (د.ب.أ) ، قبل أيام من تتويجها بلقب البطولة ، التي مثلت
بداية محيرة جديدة لتنس الجنس اللطيف ، الذي لم يعد يملك نجمات كبار أو
منطقا للنتائج.

وظل الاحترام والتعاطف بين نادال وفيدرر قائما ، لا يوجد شك بشأن ذلك ، لكن
نهاية 2011 حملت خلافات واضحة في الرأي بينهما ، بعد أن حملا فكرتين
مختلفتين حول طبيعة المستقبل المنتظر للعبة. وستبدو أهمية تلك الخلافات عند
الالتفات إلى أن فيدرر هو رئيس مجلس اللاعبين بالاتحاد الدولي للتنس ،
ونادال هو نائبه.

وأقر نادال في مقابلة مؤخرا مع (د.ب.أ) بأن "هو لديه أفكار كرئيس للمجلس ،
وأنا كنائب له لدي أخرى بالتأكيد". وأضاف الأسباني :"ليس لأن لدي أفكارا
ستكون سيئة ، أو لأن هو لديه أفكارا ستكون سيئة. لابد من تقديم المبررات"،
قبل أن يتفق مع فيدرر في أن التهديد بمقاطعة البطولات ، والذي تم التلويح
به في سبتمبر ، سيبقى دون تأثير.

لكن الخلافات أيضا قائمة ، وهي كبيرة ، وتتعلق بالنظام المعمول به لإعداد
تصنيف اللاعبين ، وبالضغط أم لا من أجل مواصلة تقليص عدد بطولات الموسم ،
وباسم الرئيس الجديد للاتحاد الدولي للتنس ، بعد أن قرر آدم هيلفانت عدم
الاستمرار في منصبه.

وفي الوقت الحالي ، يفرض فيدرر آراءه ، لأن من تم اختياره لرئاسة الاتخاد
هو براد درويت ، لاعب التنس الأسترالي السابق الذي يحظى بدعم السويسري.
فيما ابتعد الهولندي ريتشارد كرايتشيك بطل ويمبلدون عام 1996 والذي كان
يتعاطف معه نادال.

وكان ذلك هو السبب في عقد قمة في لندن ، قبل أن يفوز فيدرر بالبطولة
الختامية لموسم رابطة لاعبي التنس المحترفين (نهائي الدوري العالمي) وقبل
أن يطير نادال إلى إشبيلية من أجل الفوز بلقب جديد مع منتخب بلاده في بطولة
كأس ديفيز ، بين صاحبي "الراء" في التنس العالمي ، من أجل محاولة تقليل
الخلافات.

وقال فيدرر لصحيفة "نيويورك تايمز": "كانت المسألة تتعلق فقط بالاستماع إليه ، وأن يستمع هو لما أفكر به".

لكن الخلافات تبقى ، وستحتاج إلى وقت لتقليلها في 2012 ، الذي يواجه فيه اللاعبان تحديات كثيرة على المستوى الرياضي.

فالهدف الأكبر لنادال وفيدرر هو إزاحة ديوكوفيتش ، الرجل الذي تمكن هذا
العام من تحقيق ما لم يحدث منذ فبراير 2004 ، عن عرشه ، بعد أن بات أول شخص
يعتلي صدارة التصنيف غير السويسري أو الأسباني منذ التاريخ المذكور.

وحصد ديوكوفيتش ألقاب أستراليا ورولان جاروس وأمريكا المفتوحة ، بين عشرة
ألقاب إجمالا ، وأتعب اللاعبين الكبيرين: فقد تغلب على نادال في ست مباريات
نهائية التقيا خلالها ، وفاز على فيدرر في الدور قبل النهائي لبطولة
أمريكا المفتوحة ، رغم أن السويسري لاحت له فرصتان لحسم المباراة.

وانتهى 2011 بفوز فيدرر بلقبه السادس في البطولة الختامية (رقم قياسي)
وبإقرار نادال بمعاناته من مشكلات على المستوى الذهني وتأهبه لاستعادة
مستواه في 2012 ، العام الذي تشهد فيه ملاعب ويمبلدون صراعا على الذهبية
الأولمبية ، أي في نفس المكان الذي خطف منه ديوكوفيتش صدارة التصنيف في
2011 .