السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


بسم الله الرحمن الرحيم .الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .



سابقا كان المجتمع بكل فئاته يتعاون في تربية النشء فتجد الطفل يلقى الرعاية الكاملة من الوالدين ومن الجدين ومن الأعمام والعمّات ومن الأخوال والخالات، ويلقى العناية من أصدقاء العائلة وأحبابها ، حتى الجيران وأبناء الحي كانوا يتعاونون فيما بينهم في تربية الناشئة ؛ حيث تجد الكل مهتما بالأطفال وتأديبهم ولم يكن الوالدان يتذمران من هذه المسألة بل كانا يبتهجان لذلك ويفعلان نفس الشيء مع أبناء غيرهم ..

لقد كان المجتمع يدا واحدة على تعليم الناشئة ما ينفعها وتحذيرهم مما يضرهم فتجد أي فرد من أفراد المجتمع - سواء كان في نطاقه الضيق أو الواسع - يحاول أن يفهم الصغار ما يجب وما لايجب ويسعى إلى تعليمهم الخير والشر بكل حب ومودة ، وحتى إن لجأ البعض إلى العقاب تجد الوالدين يتفهمان الأمر ولا يستاءان من ذلك..فكانت الأسرة تربي وكان العائلة الكبيرة تربي وكان المحيط المتكون من الأحباب والجيران يساعد في التربية وكان المسجد يربي وكانت المدرسة تربي ..

فتجد الكل يتعاون في هذا الأمر وجهود الكل تتضافر وكأن المجتمع يقول بلسان الحال بأنه معني بكل فرد ينشأ فيه وواجب عليه أن يساعد في التربية والتعليم ، حتى إذا أخطأ أحدهم قوّمه المجتمع وأخذ بيده كي لا يسلك طريق الانحراف ..

أما الآن فقد انقلبت الموازين وتغيرت المعايير واختلطت المفاهيم فأصبح كل واحد لا يهتم إلا بأولاده هو فقط أما أبناء العائلة فلا دخل له فيهم ناهيك عن أبناء الجيران أوالحي وإن تدخل أحد من العائلة ولا أقول من الجيران في تربية أبنائهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ، وتجدهم يلومون المتدخل في شؤون أبنائهم وكأنهم أعداء لهم ، ويريدون السوء لأولادهم ويحسدونهم على ما هم عليه ...وإن رأوا أبناء الجيران أو الحي يقومون بأفعال غير صالحة يمرون عليهم مرور من لا يهمهم ما يفعلونه وإن كانوا يخربون في الممتلكات العامة كأن يتسلقون الأشجار أو يقتلعون الأزهاروالنباتات أو يخربون في المقاعد إلخ....

ففقد المجتمع دوره وفقد المسجد دوره وانتقلت العدوى حتى إلى المدارس فأصبحت تهتم بالكمّ في التدريس أما النوعية فحدث ولا حرج حتى انتشرت المخدرات في أوساط التلاميذ وشاع شرب المسكرات وكثرت السرقات والاعتداءات ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

والسؤال هو من المتسبب في المشاكل التي يعاني منها الشباب ومن المسؤول عن فساد أخلاقهم ؟!!!

اللهم رد أبنائنا إلى دينهم ردا جميلا آآآمين