في مرحلة المراهقة يحتاج الأبناء إلى والديهما "وخاصة الأم" أكثر
من أي وقتٍ مضى، يحتاجون إلى الحب والاهتمام، وإلى أذنٍ تسمعهم لتبثَّ لها
همومها ومشاعرها خاصةً وأن هذه المرحلة لها أهميتها في تكوين شخصيَّة
الإنسان، والأهمّ من ذلك أن هذه المرحلة قد يتبرعم فيها المرض النفسي
وخصوصًا مرض الفصام، وأي مرض من الأمراض النفسيَّة المعروفة كالقلق والخوف
والاكتئاب وغير ذلك.
وقد أكَّدت الدراسات التربويَّة الحديثة ضرورة وجود الأمهات في المنزل
لاستقبال الأبناء من المراهقين عند العودة من المدرسة، وكذلك في وقت الغداء
وعند النوم، لأن الصداقة بين الأم وأبنائها في مرحلة المراهقة هي طوق نجاة
للأولاد والأم في نفس الوقت.
تغييرات نفسيَّة وفسيولوجيَّة
تقول الدكتورة نبيلة السعدي أخصائيَّة التواصل
بالمركز المصري للاستشارات الأسريَّة والزوجيَّة: المعروف أن الفتيات تمرُّ
بمرحلة حرجة في فترة المراهقة وتحدث لهن تغييرات نفسيَّة وفسيولوجيَّة،
ولا يكفي أن تحب الأم ابنتها وتخاف عليها ثمَّ تترك الأمور تسير على هذا
الحال، بل لا بدَّ أن يكون الحب والخوف معًا مفتاحين لسلوك واعٍ وعلاقة
إيجابيَّة بين الطرفين.
وتضيف الدكتورة نبيلة أن الفتاة في جميع مراحل
حياتها تتأثر بوالدتها وتعتبرها مرجعيتها في جميع شئونها، وبالتالي فإن
علاقتها بوالدتها يجب أن تكون دائمًا حذِرة ومتوازنة بمعنى أن تدرك الأم
خطورة المرحلة التي تمرُّ بها ابنتها وتراقبها بدون أن تشعرها بذلك، وإن
وجدت خطأ تعالجه بطريقة الإيحاء غير المباشر أو بضرب المثل والقدوة، وينبغي
أن تعتمدَ الأم على منهج الصراحة مع ابنتها.
وتتابع: على الأم أن تعرف جيدًا دورها في هذه المرحلة وذلك بالقراءة
الواعية والمدقّقة لفترة المراهقة، فيجب أن تقيمَ الأم علاقة صداقة مع
ابنتها تكون هي فيها المثل الأعلى والقدوة الحسنة بحيث تكون رقيقة في
الأوقات التي تقتضي ذلك، وتكون حازمة وشديدة في أوقاتٍ أخرى، ويمكن للأم أن
تحكى لابنتها سيرة بعض الأفراد ممن يساعدها في علاج مشكلة ابنتها بطريقة
غير مباشرة.
وتتسم هذه المرحلة في حياة الفتاة ببعض الخصائص، منها الاندفاع في السلوك
ومحاولة إثبات الذات والخجل من التغيرات التي تحدث في شكلها وتقليد والدتها
في جميع سلوكياتها، بالإضافة إلى تذبذب وتردد عواطفها فهي تميل إلى تكوين
صداقات مع الجنس الآخر ويبدأ ما يسمى بقصص الحب، وفى هذا الوقت تحدث
المشاكل بين الفتاة ووالدتها، وهذا خطأ كبير فيجب أن تكون الأم قريبة من
ابنتها حتى تقوم بدورها الناصح مع استيعابها للسلوكيات التي تصدرها الفتاة.