تمهيد:
حققت البشرية قفزة حضارية كبيرة شملت جميع الميادين في حياتنا و
عمت جميع أقطار العالم , و قد صاحب هذا التطور زيادة كبيرة في عدد السكان ,
زيادة متطلبات المعيشة , أصبح من الضروري أن يكون هناك استخدام أمثل
للأراضي الزراعية , و هذا تطلب الاستخدام الكامل للأسمدة و المبيدات
الكيميائية و الحيوية و زراعة الأنواع المحصولية المحسنة وراثيا و تطبيق
التقنيات الحديثة لمقابلة حاجات الإنسان المتزايدة , و نتيجة لهذه
المتطلبات و سوء الاستخدام للإمكانيات المطلوبة الضرورية من أسمدة و
مبيدات تعرضت الأرض لخطر التلوث لتصبح غير قادرة على الإنتاج , كما أدى
تطبيق التقنيات الحديثة إلى ظهور العديد من الآثار السلبية التي أثرت على
الموارد الطبيعية المتجددة و على التوازن في عناصر البيئة المختلفة , مما
تسبب في انقراض بعض أنواع الكائنات الحية , و أضر بصحة الإنسان .
وضعية الانطلاق :
تطورت
التقنيات الفلاحية عبر التاريخ البشري , فمن الزراعة التقليدية المتمثلة
في حرث الأرض و ريها إلى الزراعة المحمية , و من التهجين الطبيعي إلى
التهجين الاصطناعي وصولا إلى الاستنساخ .
الإشكالية:
فما هي الآثار السلبية لهذه التطورات على البيئة و صحة الإنسان ؟
مخاطر الاستعمال المفرط للأسمدة :
تضاف
الأسمدة عادة لزيادة إنتاجية النبات عن طريق تعويضها لنقص العناصر
الغذائية , غير أن هناك حالات كثيرة تم اكتشافها لتلوث التربة و المياه
بسبب الأسمدة خصوصا الأسمدة الآزوتية و يعد التلوث بالنترات) (NO3- من
أشهرها.
تنبع خطورة التلوث بالنترات (NO3-) بسبب تحوله في النبات أو بواسطة البكتيريا إلي نيترات
(NO2-) الذي يعد من المواد السامة للإنسان و الحيوان بسبب تعطيله لعملية
نقل الأكسجين بواسطة الكريات الحمراء , كما أنه قد يسبب مرض السرطان و
ارتفاع ضغط الدم و الحساسية و غيرها من الأمراض الأخرى , و عليه فإن
الإسراف في استخدام الأسمدة الآزوتية يعمل على زيادة تركيز أيون النترات
سواء في مياه الشرب نتيجة تسربه إليها من التربة , أو في النبات فتأخذ
طريقها إلى السلسلة الغذائية للحيوان و الإنسان لتحدث التسمم , كما يعمل
التلوث بالأسمدة في تملح التربة مما يؤدي إلى تدني إنتاجية الأرض من
المحاصيل المختلفة , و عليه لا بد من التنبيه إلى ضرورة التعامل مع الأسمدة
بحذر شديد بحيث لا تزيد عن الكميات المسموح بها للمحصول المعين في الوقت
المعين و ضرورة قياس المتبقي منها في التربة و المياه بحيث لا تتجاوز الحد
المسموح به.
النبات النترات (ملغ/كلغ) النيترات (ملغ/كلغ)
بنجر 2134 3.3
جزر 182 1.5
فجل 2600 7.3
خس 1361 8.7
سبانخ 442 3.2
خيار 156 8
فاصوليا خضراء 153 5.3
جدول يوضح تركيز أيوني النترات و النيترات في النباتات في بيئة غنية بالأسمدة الأزوتية
التأثير على التنوع الأحيائي :
يتعرض
التنوع الأحيائي إلى كثير من الأضرار بسبب الاستخدام غير المدروس للأسمدة و
المبيدات فتنتشر هذه المواد الكيميائية مع دورة الماء.
تسمم السلسلة الغذائية :
تراك
السموم بالانتقال عبر السلسلة الغذائية فالكيماويات السامة تنقل منها إلى
الكائنات التي تتغذى على النبات و تنقل بدورها إلى ما هو أعلى في السلسلة
إلى أن تصل إلى الإنسان فتتراكم بكمية كبيرة في جسمه مما يسبب له أضرارا
وخيمة على صحته ربما يؤدي به