AdminAdmin
عدد المساهمات : 5538
نقاط : 36646
الموقع : www.algmax.own0.com
| موضوع: لصوص رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 2:04 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لصوص رمضان
الحمد لله المنان بديع السماوات والأرض ذي الجلال والإكرام ، أكرمنا بشهر الكرم وأضلنا بالنعم ، والصلاة والسلام على خير الأنام وأفضل من صلى وصام وآله وسلم ،، وبعد بين يدي موضوع لصوص رمضان ( الفضائيات ) هذه العبارة الكنائية والتي لها معاني بعيدة وبديعة في ذات الوقت ، فمن يقرأها لأول وهلة يفكر فيما يختلسه الشيطان وجنوده من حسنات العباد في رمضان وغيره . وهذا لاشك أنه حق ومتحتم على عباد الله المؤمنين ، حيث أن سوق الحرب بينهم وبين أعدائهم من شياطين الإنس والجن دائرة ولم تضع أوزارها بعد ، ولن يحدث ذلك ما دام أن هناك نسمة من بني آدم على وجه الأرض . إذ .. العدو متربص ولا يترك فرصة ولا هفوة لهؤلاء العباد إلا وحاول الدخول من خلالها إلى سجل أعمال المؤمنين حتى يختلس منها ما يقدر عليه . ويرجع ذلك إلى قرب وبعد العبد من ذكر ربه والتجاؤه به والتعوذ من عدوه ، وأيضا إلى قوة الوسائل التي يستخدمها الشيطان وأعوانه . {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}(97-98) سورة المؤمنون،{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) سورة فاطر. ولكن عباد الله المخلصين الصادقين في إيمانهم بربهم لا يطيق العدو جنابهم ، وإن حام حول حماهم فلهم معه ما يصده ويرده بقربهم إلى الله وتعوذهم به منه قال تعالى : {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (42) سورة الحجر، وهو تعالى يحوطهم بحمايته ويكلؤهم بحفظه ويحصنهم من عدوهم {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201) سورة الأعراف . من هذه الطرق الشيطانية ما يسمى بالفضائيات الكثيرة التي تبث سمومها وفتنها في الفضاء بوحي من الشيطان ، حيث أنه الآمر لمثل هذه المعاصي والخلاعات ، وهو في ذلك المعبود من هؤلاء البشر الذين بدلوا نعمة الله كفرا وفسوقا وخاصة في رمضان ، وفي موسم الخيرات والبركات الإلهية والنفحات الربانية نجد أن هذا الشر يكون أكثر سمعة وانتشارا وكأن رمضان لم يشرع إلا للعكوف أمام شاشات هذه الفضائيات لمتابعة الساقط من البرامج غير الهادفة والتي لا تؤدي لمتابعها إلا إلى أسوأ منها من أنواع الرذائل والفجور والآثام ولكن حق وحق كما في الحديث " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات " . فهم يبحثون دائما عن الجديد المبتكر في مجال ما يسمى بالترفيه البريء وليته بريء ولكنه آثم وساقط ، لا تنطلي هذه العبارات البراقة إلا على من عمت قلوبهم المعاصي وأشربت نفوسهم بحب المناظر والصور الخداعة من مسلسلات وأفلام ورقص ومزامير شيطانية ما دق طبولها إلا لصرف العباد عن التزود في هذا الشهر من الحسنات والبركات ، بل ما قامت إلا لسرقة حسنات الصوم بالنهار فأبدلتها سيئات في لياليه وأمسياته المباركة وهذا هو الزور المعني في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش " . فهذه الفتنة التي تبث سمومها المميتة للقلوب في طريق حب الطاعات وترك المنكرات فكم من شاب ألهته وأفسدته وكم من فتاة غيرت فطرتها وأخلاقها .. وكم .. وكم .. وكم . فإذا كان الناس منهيون شرعا عن الغفلة من ذكر الله بحب المال والولد – وهي أمور مباحة إن لم تلهي عن الذكر الواجب – فما بال من يلهي نفسه بالمحرمات من المناظر والمرئيات الفضائية ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (9) سورة المنافقون . هم اللصوص هم اللصوص فاحذروهم واجعلوا بينكم وبينهم حاجزا بالتوبة والرجوع الصادق إلى خير ما في هذا الدين وخاصة في رمضان . النفس كالطفل إن تهمله شب على حـب الرضـــاع وإن تفطـمه ينفطـــم فاتـــرك هــواها وحاذر أن توليها فإن الهوى ما تولى يعمي أو يصمي أخطر اللصوص أتدري من هو أخطر اللصوص ؟ هو من يجتهد بلا توقف ويعمل بلا حدود بالليل والنهار حتى في الصلاة والسجود ليجد فرصة سانحة وبابا غير موصد فيسطوا على أغلى شيء عند المؤمن وأغنى الناس من كان له دين وخلق وأرفعهم منزلة عند الله تعالى . وغناه رضاه بربه وقناعة يجدها تطفيء شح نفسه فيأتي هذا اللص من هذا الباب حتى يختلس شيئا من هذه الكنوز الدفينة { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (5) سورة فاطر . حذاري حذاري حذاري حذاري من عدو مجند يجر إلى العصيان والإثم والهوى يجــــيء بأسلوب الخديعة تارة يمني فيغوي الهــاربين من الهدى يجند جندا في الفضاء يمدهم بمـــــــــــا تشتـــهيه النــــــــفس أتدري ما هو هذا العدو المجند ؟ هو إبليس وجنوده من الوسائل الشريرة التي يستخدمها في غواية أوليائه والمنقادين إليه ، فالحذر ثم الحذر من ضياع الأعمار والأوقات في هذه الفضائيات . " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز " واحرص على المحافظة على الصيام من منقصاته كهذه الشاشات اللئام . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
|
|