السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي أعضاء هذا المنتدى المبارك بأذن الله أتمنى ان تستفيدوا من
موضوعي هذا الذي لازال غائب عن أذهان الأكثرية وارجوا نقله للأستفاده هداني
الله وإياكم الى كل مافيه خير
ما المقصود بمحارم الله؟ وما معنى انتهاك محارم الله الوارد في حديث النبي
صلى الله عليه وسلم: "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال
أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثوراً، قال ثوبان: يا رسول
الله صفهم لنا جَلِّهِم لنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ قال: "أما إنهم
إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم قوم إذا خلوا
بمحارم الله انتهكوها"؟
معنى انتهاك محارم الله في هذا الحديث : هو اقترافها بجرأة من غير حياء من
الله ودون إحساس بالذنب، ومن ثم كان هذا الانتهاك نفاقاً محبطاً للأعمال
الصالحة، والنفاق هنا هو المخرج عن الملة ولا نجزم بإحباط العمل إلا لمن
مات على الكفر والعياذ بالله تعالى، قال الإمام القرطبي رحمه الله:
(والعقيدة أن السيئات لا تُبطل الحسنات ولا تُحبطها
والأصل أن الحسنات يذهبن السيئات لا العكس، لكن قبول العمل الصالح يتأثر
بمدى إخلاص النية، وفي فيض الباري شرح صحيح البخاري التحذير من الجَرَاءة
على المعاصي، وأنه ينبغي للمؤمن أن يخاف من سوء الخاتمة.اهـ)، وعلى ما
ذكرنا نستطيع أن نميز بين نوعين من العصاة:
الأول: مؤمن بالله ويعمل الصالحات ولكن غلبته شهوته وشيطانه حتى وقع في
معصية، لكنه يحس بثقلها على قلبه ويمتلئ قلبه ندماً بسببها فيتوب منها،
فعلى هذا النوع تحمل الأحاديث الواردة في التوبة على العصاة المستترين عن
الناس بمعاصيهم.
الثاني: يعمل الصالحات رياء ونفاقاً لكنه ينتهك حرمات الله تعالى في خلوته
بسبب خصلة من النفاق في قلبه، فهو لا يستحي من الله، وليس في قلبه ندم
المؤمن ولا توبته، وبالتالي فالأعمال الصالحة التي جاء بها جديرة بأن لا
تكون خالصة لله وحده ولذا حبط عمله.
والحديث فيه تخويف شديد من عاقبة عدم الإخلاص لله وحده، وخطورة انتهاك الحرمات من غير إحساس بذنب ولا ندم ولا توبة، والله أعلم.
والخلاصة:
حرمات الله هي كل ما حرمه الله تعالى مما هو منصوص عليه في الكتاب والسنة
ومعنى انتهاك حرمات الله اقترافها بجرأة من غير حياء من الله ودون إحساس
بالذنب، وبالتالي فهذا النوع من الانتهاك هو نفاق يحبط الأعمال،لأن صاحبها
يعمل الصالحات رياء فإذا خلا عن الناس انتهك المحرمات، وهذا الحديث لا
ينطبق على من غلبته شهوته وشيطانه حتى عصى ربه مستتراً بذلك وقد امتلأ قلبه
ندماً وخوفاً من الله، والفتوى المرفقة فيها المزيد، والله أعلم.