صيفنا إلى أين
هذا الصيف استثنائي ، فحرارة الصيف امتزجت مع حرارة الثورات
، فأين يذهب الناس ..؟
إن قلنا الشام وعلى رأسه سورية فلا أمن ولا أمان
بل إن الحياة هناك مهددة بالإنقراض ،
وإن قلنا مصر فلم تعد أمّا للدنيا حتى إشعار آخر ..!
وإن قلنا اليمن البارد السعيد ، فاليمن جريح وحاله لا يسر الصديق .
وليس كل فرد يحمل جوازاً على قدرة مالية حتى يذهب لماليزيا والجنان التي تلفها .
تونس الخضراء ليست في حاجة السواح فهناك من النازحين ما اشغلهم عنّا .
حتى السودان التي لا نزورها كثيراً اشغلتها الحرب ،
والبحرين التي هي متنفس قصير أصبحت أضيق من القبر بعد أن هتف فيها أذناب الخميني كالحمير .
وإن فكرنا في أوروبا وما وراء بحر الظلمات فهذا يعني أن تحويشة العمر ستذهب على ظهر طيران الخليج ،
وعليك أن تنتظر الفيزا حتى ينقضي الصيف .
سيقول القائل ، لا أبها من أبها ولا عسير في عسير ، والطائف عروس المصائف ،
والباحة فيها الراحة ، ومر بالجرشي وأنت تمشي ،
وجده غير ، وصيف الشرقية عسل ،
والهرطقات التي تُكذبها الأسعار والشقق المفروشة والتي يصمها الكثير بـ ” الخايسة ” .
فوق هذا ( موت الغبنة ) وهي حين تُلغى رحلتك وأنت في المطار من الصباح
ترنو السفر على متن الخطوط السعودية ،
والعبارة تكرر نفسها على كل هذا بـ: هذه أسعارنا عجبك وإلا اجلس في بيتك .
فمن هذا المبدأ وعطفاً على ذي غصة ، نقول : صيفنا في بيتنا أحلى .
حلول أخرى : السفر براً إلى مكة لأخذ عمرة ، ومن ثم إلى المدينة المنورة ثم العودة إلى بيتك .
حل آخر : بيتك ، بيتك ، بيتك .
تنويه لغير سكان الخليج :
يتميز الصيف في دول الخليج : بحرارة تزيد عن 48 درجة مئوية ، رطوبة شديدة في السواحل ، غبار ،
فلهذا يحرص الناس على الفرار إلى مناطق تبرد فيه جلودهم ،
فوق هذا يوافق الصيف العطلة الصيفية فهنا يزيد وهج الفراغ في حضرة الصوم
وشهر الرحمة رمضان ، بلغنا الله إياه ونحن وأنتم في خير.
لذا لم يكن ذاك نوع من البذخ حين نأن تحت وطأة المكيفات ونكتب عن الصيف ،
وحرارة فيه من زفرات جهنم .