سيتذوق الرياضيون الذين سيحفظون ألسنتهم ويحافظون على أسرتهم نظيفة ومرتبة
ويبتعدون عن الجدل على صفحات موقع تويتر على الانترنت طعم النجاح الاولمبي
العام المقبل.
هكذا يعتقد كلايف وودورد مدرب الفريق الانجليزي الفائز بكأس العالم للرجبي
عام 2003 وهو الآن المدير الرياضي للاتحاد الاولمبي البريطاني ونائب مدير
بعثة بريطانيا.
ووضع وودورد ومعه 15 من قادة الفرق خطة من 15 نقطة ومجموعة من "المعايير
الدنيا الخالصة" التي يتوقع أن يتمسك بها كل عضو في بعثة بريطانيا التي
يبلغ قوامها 1300 شخص وليس الرياضيين فقط وعددهم 550.
ويعرف وودورد من خبرته مع الرجبي أنك لو أجدت في التفاصيل فسيأتي كل شيء
بعد ذلك وأنه قبل عام على دورة لندن الاولمبية 2012 بات الوقت مناسبا لبدء
العمل في تأسيس روح الفريق الضرورية.
ويكمن كل شيء في خمس كلمات أساسية وهي الأداء والمسؤولية والوحدة والفخر
والاحترام. ولكل من هذه الكلمات الخمس ثلاث تعريفات فرعية تضيف مزيدا من
التوضيح للهيكل الأساسي.
فعلى سبيل المثال تندرج تحت المسؤولية تعريفات هي "الإقامة والحفاظ على مكان الإقامة نظيفا ومرتبا."
وقال وودورد للصحفيين خلال إفادة صحفية مؤخرا "هذه هي الثقافة الأساسية
التي نعتقد أننا بحاجة لتطبيقها لهذا الفريق الواحد لكي يعمل بطريقة صحيحة.
قد ترغب في أن تطلق عليها مصطلح القيم."
وأَضاف "ليس هذا مجرد اتفاق تتم بعده مصافحة. ليس عقدا. لم أطلب من أحد
التوقيع عليه. بالنسبة لي هذا أقوى بكثير من أي عقد لأنه تفاهم بأن هذه
المعايير الدنيا المجردة هي ما نحتاج إليه لكي نعمل بطريقة صحيحة."
ولا يزال وودورد يخجل مما حدث في دورة بكين الاولمبية 2008 وهي أول بطولة
يخوضها مع سلطة بريطانيا الاولمبية حين شهد تباينا واسعا بين الفرق
البريطانية للألعاب الفردية في كيفية تسيير أعمالها اليومية.
وقال "كنا نشاهد لاعبين اثنين من فريقنا يرتديان في كل مرة قمصانا من إنتاج شركة نايكي."
وأضاف "كانت ترعانا شركة أديداس ونملك قمصانا تخص الفريق. تنفق أديداس
الملايين لرعايتنا وتمويلنا. لكنهما اعتقدا أن بوسعهما الذهاب إلى المطعم
بمثل هذه الملابس.
"كان الشخصان الضالعان في هذه الواقعة أبعد ما يكونا عن الفوز بميداليات."
والعام المقبل سيتوقع أن يرتدي جميع أعضاء الفرق زيا موحدا للفريق في جميع الأوقات أثناء الدورة.
وقال وودورد إن الأصل في المسألة هو معرفة الرياضيين بأن كل ما يقومون به سيكون له تبعات مهما كان صغيرا في نظرهم.
ومن خلال ارتداء ملابسهم الخاصة قد يغضب الرياضيون زملاءهم الذين يشعرون
بالفخر لارتداء الزي الموحد وقد يسبب مشاكل تؤدي إلى فقدان التركيز
ومضاعفات أكثر خطورة.
وتابع "هذه هي أسباب التشتت الصغيرة التي تكبر شيئا فشيئا لتصنع مشاكل في
بيئة فيها الكثير من الضغوط. بالنسبة لي هناك دائما علاقة بين كيفية إدارة
الرياضة خارج الملعب وكيفية إدارتها داخل الملعب. لذلك قلت دائما بعد بكين
إن أكبر شيء يمكن تحسينه هو كيفية العمل كفريق وعن قدرتنا على العمل كفريق
قبل بدء دورة لندن ونحن ندير 26 رياضة لكل منها طريقة مختلفة في العمل."
والتعريفات الثلاثة التي وضعت تحت كلمة احترام هي مواقع التواصل الاجتماعي
(على الانترنت) واللغة والضوضاء وهذه الأخيرة تعني عدم السماح بإقامة
حفلات صاخبة أو أي أشياء قد تزعج منافسين آخرين أو زملاء في الفريق.
وقال وودورد "نعرف أن مواقع التواصل الاجتماعي ستكون موجودة وبالنسبة لي
ستكون شيئا سنشجع عليه ونحتضنه. لكن يجب استخدام هذه المواقع بمسؤولية
ونحتاج للكثير من العمل فيما يتعلق بكيفية استخدام الرياضيين لمواقع
التواصل الاجتماعي أثناء الدورة."
ويعني هذا التفكير في الطريقة التي سيسمح للرياضيين من خلالها باستخدام
موقع تويتر بما أن أي شيء يكتبونه قد يلاحقك في العام التالي بما في ذلك ما
يقولونه عن الزملاء.
وأضاف وودورد "لا يمكن أن أفكر في شيء أسوأ من أن يذكرك الناس بعد الدورة
بأنك الشخص الذي سبب مشاكل لهذا الرياضي أثناء المنافسات. إنها وسائل مؤثرة
جدا وتصنع فارقا في الأداء. وستكون لديك القدرة ليس فقط على التأثير على
أدائك الشخصي بل على الآخرين أيضا."